الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة القلق الاكتئابي وضيق التنفس، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 21 سنة، كنت أعيش حياة طبيعية بلا مشاكل، ولكن تفاجأت باكتئاب شديد وضيق في التنفس، ودقات قلب سريعة، وتوتر ووجع في الرأس، وأصبحت أتضايق من المزاح مع أصدقائي بسرعة، كانت لدي أنشطة أحبها فبدأت أتركها ولا أهتم بها، كما أني لا أستطيع التركيز في الجامعة مع الدكتور.

بعد شهرين تقريبا من ذلك ازدادت حالتي سوءاً، فأصبحت سريع الغضب وأشعر بدوار عند الغضب، ويصيبني التوتر لأتفه الأسباب.

تطورت حالتي فأصبحت لا أستطيع التركيز، ولا ترتيب الأفكار، ولا ترتيب الجمل، ولا لفظ الحروف؛ لذلك لا أستطيع التحدث مع أصدقائي ولا النظر إليهم، وأصبحت أخاف من المسؤوليات، ودائما أشغل نفسي بالهاتف.

أصبحت أتخيل أنني جُنِنْتُ؛ لذلك أُفضِّل السكوت وعدم التحدث، خوفاً من أن يقول الناس: إنني جُنِنْتُ.

تغيرت حياتي ولا أصدق ما حصل لي، فأنا حزين جداً، وأرى نفسي في عذاب! فهل السبب عين أم سحر؟ أرجو مساعدتي وحل مشكلتي.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو بالفعل أعراض قلق اكتئابي، أتمنى ألا يكون شديدًا، فحالة التوتر وسرعة ضربات القلب التي تعاني منها ربما تكون نتيجة وجود بعض المخاوف؛ لأن حالات القلق دائمًا يُصاحبها شيء من المخاوف وربما هرع أيضًا.

الأعراض الجسدية -كالصداع والشعور بالدوخة في بعض الأحيان والضيق في الصدر- من الأعراض الشائعة جدًّاً في حالات القلق الاكتئابي التوتري البسيط، وهي ناتجة من الانشدادات العضلية، حيث إن التوتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات تأثرا هي عضلات الرأس وكذلك الصدر.

أيها الفاضل الكريم: ذكرت أنك سريع الغضب وأنك تُصاب بدوَّار عند الغضب، والغضب بالفعل هو من أسوأ الانفعالات الإنسانية، نعم، فالإنسان لا بدّ أن يغضب في بعض الأحيان، والغضب قد يكون محمودًا في بعض المواقف، مثلاً إذا انتهكت محارم الله تعالى، لكن الغضب الانفعالي الذي يُدخل الإنسان في مشاكل، هذا قطعًا يجب تجنبه، وعلى الإنسان أن يكون صبورًا وكاظمًا للغيظ، وأن يُعبِّر عن نفسه أولا بأول؛ لأن الاحتقانات تؤدي إلى سرعة استثارة الغضب.

أيها الفاضل الكريم: من أفضل العلاجات التي تُعالج الغضب هو ما أرشدنا إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فأرجو أن ترجع إلى كتب الأذكار وتتعلم كيفية اتباع السنة المطهرة في علاج الغضب.

أريدك أيضًا أن تمارس تمارين الاسترخاء، وتنام مبكرًا، فهذا يُحسِّنُ من التركيز كثيرًا، وفي الوقت ذاته تقوم بإجراء فحوصات طبية، أعتقد أنها ضرورية.

اذهب وقابل الطبيب، وتأكد على الأقل من مستوى هرمون الغدة الدرقية، ومستوى الدم لديك، ومستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، فإن كان هناك أيُّ نقصٍ في هذه المركبات فسوف يصف لك الطبيب الدواء المناسب.

هناك أدوية متميزة جدًّا لعلاج القلق الاكتئابي، والبحرين -والحمد لله- فيها الكثير من الأطباء النفسيين المتميزين، فاذهب لأحدهم، وأجْرِ الفحوصات، وسوف تجد من الطبيب -إن شاء الله- الإرشاد اللازم، وسيصف لك أحد الأدوية المعروفة بفعاليتها الكبيرة في علاج القلق الاكتئابي.

موضوع العين والسحر -أيهَا الفاضل الكريم- هي حقائق موجودة، نؤمن بها، لكن هناك الكثير من الشعوذة والدجل والإضافات التي أضرت بالناس، والتوهمات.

أخي الكريم: احفظ نفسك من خلال القناعة واليقين التام بأن الله تعالى خيرٌ حافظًاً، وأنك في كنفه ورعايته وتحت عينه، وخذ بالأسباب: فحصِّن نفسك، واحرص على أذكارك، وارقِ نفسك، وتناول الدواء كما ذكرتُ لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً