السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ فترة ليست بالطويلة، تقريباً شهرين أو 3 أشهر لاحظت تغيراً نفسياً قد أصابني، وبدأت تغزوني الكثير من الأفكار السلبية المقلقة التي جعلتني أعتكف مع نفسي ولا أميل إلى الخروج مع الأهل أو الأصدقاء، حتى تضررت علاقاتي الاجتماعية.
أبلغ من العُمر 22 عاماً، وفي آخر سنة دراسية من المرحلة الجامعية –والحمدلله- سأبدأ أسرد لك ما أمر به من حالات تُصيبني.
بدأت تراودني أفكار غريبة عليَّ، ولم أكن في السابق أفكر فيها بشكلٍ كبير، الأفكار التي كانت تراودني تدور حول الخوف والقلق والفزع من الموت، والتفكير بماذا بعد الموت، ولماذا نموت؟ والخوف من الحساب، وأفكار أخرى أيضاً كالخوف من أن يُصيبني مرضٌ ما يؤدي إلى الموت، وحتى لو أصابتني وعكة صحية بسيطة أبدأ بالوسوسة حول ماهية هذا المرض، هل هو خطير؟ هل سأستمر بالحياة؟ وتبدأ معي هذه الأفكار حتى أشعر بضيق بالنفس مفزع وزيادة في خفقان القلب، وأبدأ بالخروج من مكاني إلى مكانٍ آخر، وأدور حول نفسي، وأحاول أن اُعيد حالتي إلى وضعها الطبيعي.
أصابتني هذه الأفكار بحالة الغثيان والارتجاع المريء لفترة بسيطة، وجعلتني أيضاً -بحكم أنني مُدخن- جعلتني هذه الأفكار أزور عدة دكاترة صدرية لكي يتأكدوا من أنني لا أعاني من خلل في جهازي التنفسي، حتى ملوا مني وقالوا لي إن ما تمُرِّينَ به هو حالات قلق.
أصبحت يا دكتور من الخوف والقلق أنام والإنارة مشتعلة، وأصبحت لا أشعر بطعم الحياة، في السابق كانت هنالك أمور بسيطة أمارسها تشعرني بالسعادة، أما الآن لا أشعر حتى بأي شيء سوى الخوف والقلق والفزع.
أفتقد طعم الحياة، وأصبحت أنظر إلى الأمور بمنظور سوداوي وسلبي، وكرهت الكثير وابتعدت عن الكثير، وهذه أيضاً أثرت سلباً على مجهودي في الجامعة.
الحمدلله أنا منتظم في صلاتي وأصليها في أوقاتها، ومنتظم في قراءة الأذكار وتحصين نفسي، لكن لا أعلم ماذا جرى لي؟ فأنا لا أتعاطى المخدرات أبداً، وأقضي جُل وقتي إما في قراءة الكتب أو مع الأصدقاء.
أرجو المعونة منكم، بعد الله سبحانه وتعالى.
وشكراً جزيلاً.