الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلة الثقة بالنفس وضعف الشخصية ... أفيدوني

السؤال

السلام عليكم

أشكركم –أولا- على هذا الموقع المميز، والاستشارات القيمة.

عمري 26 سنة، وأعمل معلما، أعاني من قلة الثقة بالنفس، وأحس بضعف الشخصية، وأحس بها من خلال تصرفات الآخرين وكلامهم، وأيضا أخاف من المواجهات رغم حبي لها ولمن يكون متحديا، وأخاف من رد فعل الناس تجاه تصرفاتي وأقوالي (أحس بالنقص لقصر قامتي وصغر حجمي، ومظهري طالب مدرسة، وليس معلما رغم زيي الرسمي)

أعاني أيضا من الاكتئاب، والحزن، ولا أحس ببهجة للأشياء التي أمارسها وتفرحني، وأعاني من قلق ما قبل النوم نتيجة للتفكير بالمواقف التي أواجهها، والتفكير بكيفية نظرة زملائي أو الناس بتصرفي، فأعاتب نفسي: لماذا لم أتصرف بشكل قوي؟

راجعت طبيبا نفسيا منذ 7 أيام، ووصف لي دواء zolam 0.25 حبة مساء، وseralin50mg حبة صباحا، وtryptizol25mg حبة مساء، وأقوم بأخذه كما أمرني الدكتور، لكني خائف جدا من الإدمان على العلاج النفسي، وأيضا دواء tryptizol 25mg له آثار جانبية على الرغبة الجنسية والقدرة الجنسية؛ لذلك أنا خائف من أن يؤثر عليّ على المدى البعيد جنسيا، فأخذت تكدرني حالتي، وتكدرني مخاوفي من العلاج النفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الفاضل: مفهوم قلة الثقة بالنفس أو عدم الثقة بالنفس هو مفهوم خاطئ، ويعني ببساطة: أن الإنسان له مقدرات وله إنجازات لكنه لا يتحسَّسها، أو يُقلل من قيمتها؛ إذًا: في مثل هذه الحالة تكون العلة معروفة، والإنسان يُصحح نفسه بأن يكون مُنصفًا لذاته، وأن يُقيِّم نفسه بصورة صحيحة، وأن يسعى دائمًا لتطوير مقدرات، والمقارنات مع الآخرين ليست صحيحة أيهَا الفاضل الكريم.

قناعتك يجب أن تكون بما تقدمه لنفسك وللآخرين، وألا تعتمد على الناس في كل شيء، هذه هي الفعالية، وأن تسعى دائمًا لتكون خيِّرًا ومفيدًا لغيرك، فخير الناس أنفعهم للناس، هذا يعطيك شعورًا إيجابيًا جدًّا.

كلمة الاكتئاب أيضًا مَن هم في مثلك وفي عمرك يجب ألا يجعلوها جزءًا من حياتهم، أو تكون في قاموس مفرداتهم، حياتك –أيها الفاضل الكريم– يجب أن تكون جيدة ونيِّرة وفعّالة، فلا تُلصق بنفسك تهمة الاكتئاب، وأريدك أن تتطور في مهنتك، وأن تُحسن التواصل الاجتماعي، وأن تكون شخصًا مثابرًا في أسرتك وصاحب مبادرات.

أخِي الكريم: الحرص على الصلاة في وقتها يعطي الإنسان فرصة كبيرة جدًّا لأن يثق في نفسه، لأن القُرب من الله تعالى يعطيك الحماية، ويعطيك الطمأنينة والأمن والسكينة والاستقرار وعدم التشتت، ويعطيك الشعور بأن الله تعالى خير حافظ للإنسان في كل خير، فاجعل فكرك على هذا النمط.

أيضاً: الرياضة أيضًا مهمَّة في حياتنا، نحن نهملها كثيرًا بالرغم من فوائدها النفسية المُثبتة.

الثقة في النفس أيضًا –أخِي الكريم– تُبنى من خلال أن يكون للإنسان مشاريع مستقبلية، أهداف واضحة، وأن يضع الآليات التي تُساعده للوصول إلى ما يريد أن يصل إليه.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الطبيب وصف لك ثلاثة أدوية، ولا شك أنه رأى أنك محتاج لهذه الأدوية، وأنا أحترم قراره، وأنت كذلك يجب أن تتبع إرشاده.

الـ (سيرترالين Sertraline) هو العلاج الرئيسي، والذي يسمى (سيرالين seralin) وتناوله بجرعة حبة ليلاً أو صباحًا، الكثير يفضل أن يتناولها ليلاً، لكن ما دام الطبيب قد قال لك تناولها صباحًا، فهذا جيد، إن أُصبتَ بشيء من النعاس فأخبر الطبيب أنك سوف تتناولها في فترة المساء.

الـ (تربتزول Tryptizol) والذي يسمى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline) دواء قديم، لكنه فاعل جدًّا، هو مُحسِّنٌ للمزاج، مُزيلٌ للاكتئاب، ويُحسِّنُ النوم.

الـ (زولام zolam) هو الدواء الذي يكون الأخ الطبيب قد وصفه لك لمدة قصيرة؛ لأن هذا الدواء بالفعل مُزيلٌ للقلق والتوتر، لكن قد يتعوّد عليه الإنسان إذا استعمله لفترة تزيد على ستة أسابيع.

الآثار الجانبية -أخِي- لا تنزعج لها، فالتربتزول قد يؤدي إلى جفاف في الفم في أيام العلاج الأولى، لكنه لا يؤدي إلى أي صعوبات جنسية، والسيرترالين قد يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي لدى بعض الرجال، وقد يؤدي إلى نقص بسيط في الرغبة الجنسية، لكن في ذات الوقت البعض يقول إن أداءه الجنسي قد تحسَّن بعد أن تناول هذا الدواء، ونعتقد أن ذلك ناتج من زوال الاكتئاب.

عمومًا –أخِي الكريم– أنا مطمئن تمامًا لهذه الوصفة التي وصفها لك الأخ الطبيب، وأرجو أن تواصل معه، وأن تُطبق التعليمات العلاجية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً