السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أتمنى من الله أن أجد عندكم الدواء -بإذنه تعالى- كنت قبل رمضان الماضي قد التحقت بعمل جديد، وكان ضغط العمل عاليا جدا، وللأسف أنا شخصية لوامة وقاسية على نفسي جدا، وأتمنى أن يكون كل شيء كاملا.
كنت أصلي، ولكن كانت صلاتي سريعة، وأصليها وأنا جالسة، وكنت أستمع في بعض الأحيان للأغاني، لكنني لم أكن مداومة عليها، وكنت أشعر بالضيق عند سماعها, كنت أيضا أتلو كتاب الله، لكن دون تدبر، فقط من باب الواجب، لكن كنت مطمئنة، وأحاول التصدق كثيرا، ومساعدة الحيوانات، وبر والدي, ولم أكن أرتدي لباسا ضيقا، ولا كثيرة التبرج، وكنت أدعو الناس إلى الله، لم أكن سيئة والله.
في أوائل رمضان كنت أيضا مشغولة جدا، ثم قررت أن أتفرغ للعبادة تماما في العشر الأواخر، ولا أعمل أي شيء سوى العبادة، والتقرب إلى الله، وإصلاح كل ما مضى من تقصير، إلى أن جاءت المصيبة الكبرى، حيث بدأت الوساوس والشكوك قليلا، ثم ازدادت بشدة.
كانت في بادئ الأمر شكا في كتاب الله، وكانت حالتي النفسية تحت الصفر، لا طعام ولا لذة، وانهيارا تاما، وحزنا واكتئابا شديدا، بعد ذلك اتصلت بشيخ، وقال لي: إن هذه وساوس من شيء حدث قبل رمضان، فظهر بهذا الشكل، وإنه ليس شكا، فسألته: هل أشتري كتب العقيدة، قال: لا تكبري الموضوع، إن شيئا ضايقك قبل رمضان وانعكس عليك، فتكلمي مع أهلك بخصوصه.
ارتحت قليلا، لكنها استمرت وتوصلت إلى الغيبيات والملائكة والجنة والنار والقيامة, ثم جاءت الطامة وبدأت بوساوس في الله -جل وعلا- وفي رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
بدأت أقرأ في كتب العقيدة، وأبحث في السموات والأرض، وأتفكر في خلق الله، وأقرأ الكتب العلمية، والمواقع العلمية، ثم لا تلبث أن تعود الوساوس، للأسف كانت هناك بعض الكلمات التي تتحدث عن العقائد الأخرى، فالتصقت بعقلي، ولست مقتنعة بها، وأمقتها حين أفكر فيها، لكنها لا تغيب عن عقلي،
ومختلف الوساوس أنني خائنة لأهلي، وأنني أريد أن أؤمن لأنهم مؤمنون، لكن أعود وأقول لا، أنا مؤمنة لأن هذا هو الحق.
أقول لنفسي أخاف أن أفارق أهلي في النار، وهم في الجنة، ثم أتساءل هل الله سيحول قلبي عن الإيمان؟
هل بعد الإيمان يتركني الله؟ هل أنا منافقة؟ لكنني رغم هذه الوساوس, لم أضيع فرضا، ولا توقفت عن تلاوة كتاب الله، وأقرأ الأذكار صباحا ومساء، وأذكار النوم، وأصلي الشفع والوتر.
أخاف أن يتحول قلبي وأفقد إيماني، لا أشعر بلذة الحياة، وأكره نفسي، وأتمنى الموت، وأفكر بالانتحار، وأخاف من الغد، وأتمنى النوم دائما، وأخاف من الاستيقاظ؛ لأنه ما أن أستيقظ حتى تبدأ الوساوس وحديث النفس، كلما نظرت إلى أهلي أشعر بالحسرة، ومدى قوة إيمانهم، وأدعوهم للصلاة، أحسد الصالحين، وأتمنى أن أكون مثلهم في تعلقهم بالله وحبهم له، أشعر أن عقلي لا يستطيع التفكير، وأشعر أحيانا أنني أقبل هذه الوساوس، وأنها مني، وأشعر باللامبالاة، ثم لا ألبث أن أعود إلى رشدي، وأستعيذ الله من الشيطان.
دلوني ماذا أفعل؟ أريد أن يصفو إيماني بالله، وأعود للتسليم التام، إن ربي عزيز على قلبي، أحبه جدا، لم أر منه شرا، وأعترف بتقصيري، أخاف الكفر وأرتعب إذا أحسست أن قلبي قد يميل، كنت قد عانيت من هذه الحالة منذ 10 سنوات، وكنت أفكر في قتل جدتي؛ لأنها من أحب الناس إلى قلبي، هل هذا وسواس قهري؟ وهل آخذ البروزاك؟ هل أذهب إلى طبيب نفسي أو شيخ أم ماذا؟