الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات سرعة خفقان القلب، ما أسبابها؟ وكيف يتم علاجها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة أعاني من نوبات سرعة خفقان القلب منذ شهرين، وقد ظهر ذلك في الفحص الطبي، وحدث ذلك عندما شعرت بخوف مفاجئ لأن ابنتي الصغيرة فتحت باب السيارة وأنا أقودها، لكن الطبيب أخبرني أن القلب سليم، ووصف لي أندرال 10، وتحاليل الدم سليم، والغدة الدرقية خاملة، وقد أظهر التحليل أنها طبيعية.

تأتي النوبات كل يومين إلى ثلاثة أيام، وقد أجمع الأطباء بأن التخطيط يظهر خفقانا سريعا يصل 103، رغم أن التحاليل سليمة، وقمت بعمل السونار للقلب، وظهرت النتيجة سليمة، وكذلك نتيجة الهولتر كانت سليمة لمرتين، وقد راجعت المستشفى 10 مرات خلال الشهرين.

شهيتي للأكل قلت، ولا أتكلم مع أحد، حتى أطفالي وزوجي، وأصبحت أكره العمل، وإذا ذهبت إلى العمل يصيبني ضيق شديد في التنفس، وأغلب الأطباء وصفوا الحالة باضطراب وقلق، وأنه يجب علي عدم التفكير، ووصف لي الطبيب سيبرالكس نصف حبة يوميا، لمدة أسبوعين، فأخذت نصف حبة مرة واحدة، فخفت أن أدمن عليه، وأشعر بالدوخة مع النوبات، فوصف لي الطبيب رايسك 20، لأن مع بداية نوبات الخفقان كنت أحس بحموضة المعدة.

تعبت من الدوخة والأدوية والخفقان، مع أنني أحاول كثيرا أن أنسى كل هذا، أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

القلق قد يكون سببًا في تسارع ضربات القلب، وأنت قمتِ بالفحوصات اللازمة، وأكد لك الأطباء أن قلبك سليم -والحمد لله تعالى على ذلك-، كما أن فحوصاتك سليمة – كما ذكرت – وعليه غالبًا يكون القلق هو السبب في تسارع ضربات القلب، لذا أنصحك بالآتي:

أولاً: النوم الليلي المبكر.
ثانيًا: الحرص على تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجعي إليها وتتبعي ما بها من تعليماتٍ في كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.
ثالثًا: أرجو أن تُقللي تمامًا من شُرب الشاي والقهوة وكذلك البيبسي والكولا، لأن كل محتويات (الكافيين Caffeine) قد تُثير القلب لدى بعض الأشخاص.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أقول لك أن الـ (سبرالكس Cipralex) هو دواء رائع ورائع جدًّا، ومفيد جدًّا، اصبري عليه، وتناوليه بانتظام، جرعة الخمسة مليجرام هي جرعة صغيرة جدًّا، ويمكنك أن تتناوليها ليلاً بعد الأكل، وهذا يضمن لنا -إن شاء الله تعالى- أنه لن تحدث لك أي دوخة. استمري على الخمسة مليجرام لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

السبرالكس قطعًا لا يُسبب الإدمان، ليس له أثرًا سلبيًا على الهرمونات أبدًا، أحد آثاره الجانبية هي زيادة الوزن لدى بعض الناس، ولا أتوقع أن تحدث بالنسبة لك زيادة كبيرة في الوزن، لأن الجرعة صغيرة ومدة العلاج قصيرة، لكن حاولي أن تراقبي وزنك وتجنبي تناول الحلويات، لأن السبرالكس يُسبب في بعض الأحيان شراهة نحو تناول الحلويات.

الدواء الآخر هو عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) هو دواء ممتاز جدًّا، ويمكنك أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تبني قناعات إيجابية عن صحتك، وأرجو ألا تُكثري من التردد على الأطباء، واصرفي انتباهك من خلال الانخراط في المهام الحياتية الأخرى، وكوني دائمًا إيجابية التفكير والمشاعر والأفعال، ولا تنسي نفسك من الدعاء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً