الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهم النصائح للتخلص من التوتر النفسي والاكتئاب

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا على هذه الفرصة التي تتيح للكثير ممن لا تسمح ظروفهم بالذهاب إلى طبيب أن يستشيركم، ويعرف على الأقل ما طبيعة حالته.

أنا أعاني من الاكتئاب في صورة (نظرة سوداوية للحياة في غالب الوقت، وقد تزيد أحيانا، وقد تخف أحيانا، حتى أظن أنها قد اختفت -شكوك دائمة، وعدم ثقة في أي شخص، ويزيد هذا العرض الذهان، وسأشرح طبيعته فيما يلي- إحباط، ويأس، وتبلد، ولا مبالاة، شعور بالذنب، اضطراب وجداني وانفعالي، القلق الدائم والتوتر).

إلى جانب هذه فعندي مشاكل منذ الصغر، وبأسباب واضحة تتشكل في إحساس بالدونية، وعدم توكيد الذات، وعدم القدرة أو الخوف في التعبير عن المشاعر.

ثانيا: الذهان (اضطراب في التفكير والإدراك، وعدم التذكر، وعدم الحفظ التلقائي، وشتات ذهني تزيد حدته وتنقص، وغالبا ما يرتبط بالضغط، وعدم القدرة على الفهم والاستيعاب، وعدم القدرة على رسم صورة كاملة، وعن بناء فكرة، وتحديد الموضوع بوضوح، وفصله عن الآخر، وضعف الاستبصار).

علما أن هذه المشكلة تقل إلى حد ما عند التفكير مع شخص آخر، وأيضا أعاني من رهاب اجتماعي منذ الصغر، ولكن أحاول التكيف معه، وأنجح بنسبة كبيرة، خصوصا عندما تقل حدة الذهان وبعده الاكتئاب، علما أن الاكتئاب والذهان يؤثران على حياتي العملية بشكل كبير إلى حد الإعاقة.

طبيعة حياتي: أسرة مفككة، وعدم وجود علاقات اجتماعية مع الأهل، وعدم وجود مهارات اجتماعية، وعدم وجود علاقات دافئة تماما، وأحس بفراغ نفسي وعاطفي، وأشعر بفجوة في نفسي دائما، وإحساس بعدم الاستقرار، وانعدام الأمان ماديا ومعنويا وعاطفيا، وكنت في الصغر طفلا ذكيا وناجحا دراسيا، وكنت أفكر وأستطيع التفكير، والتعمق الشديد، والفهم والاستيعاب بسهولة، وكانت تقل قدراتي، وينحدر مستواي، وأسقط وتقل درجاتي الدراسية، حتى تدريجيا كلما كبرت، حتى انقطعت عن الدراسة لإحساسي بالفشل والانحدار.

الآن أنا في السنة الدراسية الأخيرة مدرسياً، وأحارب بكامل عزمي وطاقتي وحيويتي التي اختفت، وأشعر أني في أمس الحاجة للعلاج، ولكني خائف، وأتوسل أن تأخذوا مشكلتي بمحمل الجد، وأنها مرحلة مصيرية بالنسبة لي، وأنا خائف ولا أعرف ماذا أفعل.

أرجوكم أن تساعدوني وتنصحوني كيف لي أن أحقق -حتى ولو- استقرار الأعراض والنفسية كي أتجاوز هذه السنة المصيرية، وبعدها أكون قد تجاوزت المدرسة، وأمنت شهادتي وجامعتي، وأبدأ العلاج النفسي.

أنا أشعر أن عمري يضيع، ويتبعثر هنا وهناك، وضاعت أحلى أيامي، ولم أستطع العيش في حياة طبيعية.

أرجوكم مرة أخيرة عدم إهمال رسالتي، والحمد لله على كل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا جزيلاً لك على هذه الكلمات الطيبة، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لخدمة كل من يتصل بنا ويريد المشورة والنصح، وإن شاء الله تعالى لن نهمل رسالتك، وقد قرأتُها بتمعُّنٍ وتأنٍّ، وقبل أن أجيب عليها فقد لاحظتُ أنك تُكثر من استعمال المصطلحات العلمية الطبية، وهذا يدلُّ على أنك تقرأ بكثرة في مواقع الطب النفسي، ومصطلحات مثل (الذُّهان - والإحساس بالدونية - والاستبصار) هذه كلها مصطلحات علمية، ولا أدري إن كنتَ تعني وتعرف هذه المصطلحات أم لا، فـ:

• الاضطراب الذهاني -يا أخِي الكريم- هو اضطراب عقلي، صاحبه يكون عنده هلاوس سمعية أو بصرية، وضلالات فكرية.

• والاستبصار يعني أن الشخص غير مُدرك أنه مريض، وهذا لا ينطبق عليك، والدليل على أنك بعثت لنا لنساعدك، فالشخص الغير مستبصر أساسًا لا يطلب المساعدة ولا العلاج.

• والإحساس بالدونية -أو التقليل من الذات- هذا وصف يصفه الطبيب بعد أن يُلاحظ على الشخص سمات معينة في شخصيته من ضعفٍ في الشخصية وقلة ثقة في الذات.

على أي حال: ما ذكرته في استشارتك واضح أنك تعاني من مشاكل معظمها قلق وتوتر نفسي، وقد يكون هذا بعد سمات شخصيتك، ولا أجد فيها اضطراب نفسي شديد، هي أعراض للقلق والتوتر، ولكنها تؤثِّر عليك، هذا واضح، خاصة قلتَ أنك تريد أن تجتاز هذه السنة النهائية الدراسية.

هناك أشياء يمكنك عملها أنت:

• نظِّم وقتك ورتِّب زمنك وقدِّم الأولويات، واحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز.

• حاول أن تمارس شيئًا من الرياضة التي تؤدِّي إلى الاسترخاء، وأحسن الرياضات التي تؤدِّي إلى الاسترخاء هي رياضة المشي، فليكن لك برنامجًا رياضيًا يوميًا لمدة نصف ساعة، وإن تعذر يمكنك إجراء رياضة بدنية في منزلك لمدة نصف ساعة يوميًا، هذا يؤدِّي إلى الاسترخاء.

• المحافظة على الصلوات، وقراءة القرآن، والذكر، أيضًا تؤدِّي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة النفس.

• الاستعانة بمعالج نفسي لكي يُتابعك ويُجري معك جلسات نفسية للدعم النفسي، وزيادة جرعات الثقة في نفسك، فإن هناك تمارين نفسية لتقوية الشخصية ودعم النفس، وهذه تكون في شكل جلسات منتظمة مع معالج نفسي.

لذلك أرى إذا كان بإمكانك أن تتواصل مع معالج نفسي لإجراء جلسات نفسية متواصلة فهذا يكون أفيد -إن شاء الله تعالى- ولا أرى أنك تحتاج إلى حبوب أو دواء مُحدد في الوقت الحاضر.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً