الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإفرازات المهبلية المستمرة، كيف يمكنني التخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة حامل، عانيت في شهر رمضان من نزول إفرازات بسبب وبدون سبب، فصرت أوسوس وأربط الأمر بالشهوة لأي شيء أراه، سواء إنسان أو حيوان أو جماد، فأتسائل: هل حدثت إثارة شهوة لشيء رأيته؟ ولا أعرف حقيقة الأمر، لكنني أعرف أنه وسواس، فصرت أشك في صحة صيامي بسبب تلك الإفرازات، ولكي أرتاح نفسيا صرت أغتسل منها خوفا أن تكون نجسة.

هذه الإفرازات أحيانا تكون صفراء أو مائلة للاصفرار، وأحيانا تكون بيضاء، وقد راقبت نزولها فوجدت أنها بيضاء تتحول إلى صفراء مع الوقت، فهل أفسدت صيامي؟ وهل علي إعادة صوم الأيام التي لم أغتسل فيها؟ ماذا أفعل؟ أنا قد تعالجت من الوسواس -والحمد لله-، ولكنني أريد علاجا لتلك الإفرازات، فما سببها؟

عند نزول إفرازات بسبب مشاهدة شيء في الشارع أو على الإنترنت، بقصد أو بدون قصد، فهل هذه الإفرازات نجسة؟ فعندما أشاهد شيئا مثيرا كان أو غير مثير، أشعر بحركة أو إفرازات في المهبل، وقد تحدث هذه الأشياء كثيرا خلال اليوم الواحد، ولا أستطيع الاغتسال المستمر، فما الحل؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي- لكن أحب أن أوضح لك بأن الإفرازات المهبلية خلال الحمل, تزداد بشكل كبير جدا, وهذا أمر طبيعي وضروري, وهي عادة إفرازات بيضاء لزجة وكثيفة, وقد تنزل بشكل مستمر أو متقطع, مهمتها ترطيب جدران المهبل لتسهيل الولادة, وأيضا تشكيل ما يشبه السدادة المخاطية أو الغطاء المخاطي فوق فوهة عنق الرحم, لحماية كيس الحمل من صعود الجراثيم والعوامل الممرضة.

من الطبيعي جدا أن تشاهدي إفرازات مستمرة وغزيرة خلال الحمل، وشكل هذه الإفرازات يشبه شكل الإفراز الذي يخرج عند حدوث الإثارة الجنسية، لكن كميتها أكثر بكثير، وهي مستمرة وتخرج من داخل جوف المهبل ليلا ونهارا، وإن خالطك أي شك في مصدرها أو سببها, فإن ما يحسم الأمور هو السؤال التالي: هل سبق نزول هذه الإفرازات شعورا بالإثارة الجنسية أو التهيج, أم لا؟ فإن كان قد سبقها إثارة أو أفكار جنسية، فحكمها سيكون حكم إفرازات الشهوة, أما إذا لم يسبقها، كأن تلاحظي نزولها وأنت منهمكة بعمل ما خلال النهار, أو نزلت خلال النوم، فهنا يجب اعتبارها إفرازات الحمل الطبيعية، ولها نفس الحكم، والمرأة ستكون قادرة على تمييز هل حدثت لها إثارة أم لا، وليس في الأمر صعوبة أو إشكال إطلاقا, لأن الإثارة الجنسية عند المرأة تحدث في حالة من الصحو والإدراك, ويسهل على المرأة أن تميزها، هذا ويبقى فوق كل ذي علم عليم.

أسأله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً