السلام عليكم.

أشعر بدوخة حين أذهب إلى مكان تكون كل أعين الناس عليه، أكاد أن أقع أرضاً، مع العلم أني أكون خائفا قليلا وأشعر بعدم الراحة، فلمَ ذلك؟ وكيف يمكنني التخلص من هذه الدوخة؟

وشكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاطف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أخِي: الشعور بالدوخة وبخفة الرأس، وأن الإنسان قد يفقد السيطرة على الموقف عند المواجهات، هذا دليل على وجود نوعٍ من الرهاب الاجتماعي، لكنه من الدرجة البسيطة.

أنا أؤكد لك أنك لن تسقط أرضًا، وأن هذه الدوخة هي دوخة نفسية، لا تؤثِّر تأثيرًا مباشرًا على دورتك الدموية، وأهم شيء هو تجاهلها، تجاهلاً تامًّا، والإكثار من مخالطة الناس، وأهم مخالطة تقوم بها هي أن تصلي مع الجماعة في المسجد خاصة في الصف الأول، وأن تذهب إلى الأسواق، وأن تُشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم، وأن تمارس رياضة جماعية. هذه الأمور هي التي تُزيل منك تمامًا هذه العلة.

وسوف أصف لك أحد الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج هذه الدوخة ذات الطابع النفسي، وذلك لأن الأدوية مفيدة جدًّا في علاج الرهاب الاجتماعي.

الدواء يعرف علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) واسمه التجاري هو (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral)، ويمكن أن تجده في فلسطين المحتلة تحت مسمَّى آخر. أنت تحتاج له بجرعة صغيرة، تبدأ بــ 25 مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 50 مليجرام- تتناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول السيرترالين.

والدواء الآخر -وهو دواء مهم، داعم لفعالية السيرترالين- يُعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويُسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) تتناوله بجرعة 50 مليجرام، كبسولة واحدة صباحًا وأخرى مساءً لمدة شهرٍ، ثم 50 مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخِي الكريم: إن ذهبت إلى الطبيب العمومي لتُجري فحوصات عامة، هذا أيضًا أمر أعتبره جيدًا، لأن التأكد من نسبة الدم -على الأقل- ونسبة السكر، وكذلك ضغط الدم، هذه تُعتبر فحوصات أساسية وضرورية، وأنا متأكد بعد أن تتطِّلع على النتائج السليمة والرائعة سوف يُشجِّعك هذا الأمر كثيرًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.