الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتاب أختي حالة من الاكتئاب، فهل هناك علاج لها غير الأدوية؟

السؤال

السلام عليكم.

أختي تعاني من التوتر، عمرها 17 سنة، وهي عزباء، دخلت الجامعة، ولكنها فشلت في بعض المواد، لا يوجد لها أصدقاء، وهي تخاف من الحب لكنها تتمناه، تأتيها نوبات تتوتر فيها وتكتئب، فتضيق نفسها، وتشعر بثقل في صدرها، وتنام وهي تئن كالمرضى، وأحيانا تتفوه بكلام سلبي، ولا أعلم ماذا أفعل معها كي أحسن من نفسيتها، وأنقلها إلى السعادة!

وللعلم فإن بيتنا حالته سيئة؛ فالمشاكل الأسرية لا تنتهي، ونحن لم تربنا أمنا، وأبي دائما مشغول، وأمي رجعت لنا ونحن كبارا، لكن علاقتنا معها سيئة جدا، لكن تأتيها حالات تكون فيها بقمة الفرح والسرور، بت لا أفهم سبب تقلب مزاجيتها هكذا، وهي عنيدة بعض الشيء، ونحن نشكو من قلة المال، نتمنى أن نجد عملا ولكن عبثا.

أرجوكم ساعدوني، فأنا أخشى أن أخسر أختي، مع أننا لا نستطيع شراء دواء أو الذهاب للطبيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بأن تُشاركي في استشارات إسلام ويب، ونشكرك كثيرًا على اهتمامك بأمر أختك هذه، ومن الواضح أن لديها نوعاً من القلق الاكتئابي، هذا هو الذي يجعلها تتوتَّر، والثقل والضيق الذي تحسّ به في صدرها ناتج من التوترات العضلية، فعضلات القفص الصدري -أيتها الفاضلة الكريمة– يحصل فيها انشداد وانقباض وألم ووخز، وهذا كله يكون دائمًا ناتجًا من القلق النفسي، وليس من أمراض القلب كما يعتقد البعض.

والذي لاحظته أنه ربما يكون لديها تقلب في المزاج، لأنك ذكرت أن في بعض الأحيان تأتيها درجة من الانبساط والانشراح والسرور، وهذا أمر جيد، لكن أعتقد أنها لا تعاني ممَّا يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، إنما حالتها هي نوع من الاكتئاب القلقي البسيط، وهذه الفترة العمرية نعرف أنها فترة حرجة جدًّا، فيها الكثير من التغيرات، والكثير من التطورات الهرمونية النفسية الوجدانية الجسدية الاجتماعية، ومشاكل الهوية، والخوف من المستقبل، وهذا كله حقيقة يحتقن داخليًا في نفوس الناس؛ ممَّا يؤثِّر عليهم، فأرجو أن تُسانديها.

وموضوع المشاكل الأسرية: لا أريدك -أيتها الفاضلة الكريمة– أن تُضخمي هذا الموضوع، وانظري إلى ما هو إيجابي في داخل أسرتك، لابد أن تكون هنالك أشياء إيجابية، وأريدك أنت وأختك هذه أن تكونا حمامة السلام والأمان التي تسعى للمّ شمل الأسرة، وأن تُدخلي شيئًا من الاستقرار والسعادة لأسرتك، وهذا مهمٌّ جدًّا، ولا بد أن يكون هنالك بر حقيقي بالوالدين، مهما كان التصرفات التي تأتينا من جانب والدينا، فنحن يجب أن نكون على مستوى من المسؤولية ومستوى من البر الذي يُسعدنا في الدنيا والآخرة -إن شاءَ الله تعالى-.

الظروف المالية: نسأل الله تعالى أن ييسِّر أمركم، ويطيب رزقكم -إن شاء الله تعالى-.

هذه الأخت يجب أن تُساعد في دراستها، فالإنسان يجب أن يُسلِّح نفسه بنور العلم والدين، هذا أفضل ما يقتنيه في هذه الحياة، شجعيها، وسانديها، واجعليها تنظم وقتها بصورة صحيحة.

يمكنها أيضاً أن تناول دواء بسيطاً جدًّا مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل Tofranil)، ويعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine)، وهو أحد محسِّنات المزاج القديمة نسبيًا، وهو دواء بسيط جدًّا، وزهيد الثمن في كل الدنيا، ويناسب عمرها جدًّا، يمكنها تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية موده احمد

    الله يكون بعونكم يارب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً