الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج مشكلة النوم الثقيل الذي يضيع علي صلاة الفجر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني: أنا أعاني من النوم الثقيل الذي يضيع علي صلاة الفجر، وأعاني أيضًا من التبول اللاإرادي.

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك عدة أسباب لثقل النوم، منها أسباب عضوية وأسباب نفسية، وكذلك بالنسبة للتبول اللاإرادي، كان من المفترض أن نعرف عمرك؛ لأن النوم ودورته لها علاقة بالعمر، وكذلك التبول اللاإرادي.

عمومًا أنا أعتبر أن عمرك في سِنِّ الشباب، وأقول لك –أخِي الكريم– أريدك أن تذهب إلى طبيب المركز الصحي –أي طبيب الأسرة وطبيب الباطني–؛ لتقوم ببعض إجراء الفحوصات الطبية. أرجو ألا يزعجك أمر الفحوصات، هي فقط من أجل ضرورة التأكيد، ومن أجل التأكد أن جسدك سليم، فالأسباب العضوية للنوم الثقيل مثلاً: ضعف إفراز الغدة الدرقية قد يؤدِّي إلى ذلك، وبالنسبة للتبول اللاإرادي: الالتهابات الشديدة أيضًا قد تؤدِّي إلى ذلك، فدع الطبيب يقوم بفحصك، وإجراء الاختبارات المختبرية والمعملية اللازمة، وإن شاء الله تعالى تكون كل النتائج سليمة، وبذلك تكون قد اتخذت الخطوة الصحيحة.

الأسباب الأخرى -كما ذكرت لك- قد تكون نفسية، والنوم الثقيل قد يكون عادةً، والتبول اللاإرادي قد يكون ناتجًا من التكاسل، فهذه كلها أسباب واردة. من الأسباب النفسية المهمة للنوم الثقيل: في بعض حالات الاكتئاب النفسي يكون النوم ثقيلاً، والشيء الشائع المعروف أن الاكتئاب يؤدِّي إلى ضعف في النوم، لكن نسبة قليلة من المكتئبين يكون لديهم ثقل في النوم، فالتبول اللاإرادي مرتبط أيضًا بالقلق وبالتوترات والاضطرابات الوجدانية.

أخِي الكريم: بصفة عامة علاج حالتك هذه بشيء من الإرشاد والتوجيه تستطيع أن تُحسِّن كثيرًا ممَّا أنت عليه.
أولاً: جزاك الله خيرًا على حرصك على صلاة الفجر، وأيًّا كان سبب النوم الثقيل يمكن أن تُعدِّل صحتك النومية من خلال ممارسة الرياضة، رياضة المشي أو الجري تجعل النوم نومًا صحيًّا وليليًا ومعتدلاً، فاحرص على ممارسة الرياضة، وعليك بالنوم الليلي مبكرًا، وتجنب النوم النهاري، وسيكون من الجيد أن تضع الساعة المنبِّهة؛ لتستيقظ بها، وبعدما تتعوّد فلن تحتاج لهذه الساعة، وعليك أن يكون لك العزم والنية الصادقة أنك تريد أن تصلي الفجر في وقته مع الجماعة في المسجد، وُجد أن عقد النية يُرسل إشارات إلى مراكز في الدماغ تجعل الإنسان يستيقظ في الوقت الذي يريده، هذه حكمة ورحمة عظيمة جدًّا، وعليك بالمحافظة على أذكار وآداب النوم، وتجدها في هذه الاستشارة (277975).

وبالنسبة للتبول اللاإرادي –أخِي الكريم– حاول أن تمارس الرياضة أيضًا، خاصة الرياضة التي تقوي عضلات البطن؛ لأن هذه تؤدِّي إلى تحسُّنٍ كبير في عمل المحابس البولية، ويجب أن تتجنب شُرب المُدرِّات، من حليب، وبيبسي، وكولا، وشاي بعد الساعة السادسة مساءً، ولا بد أن تُفرغ المثانة إفراغًا كاملاً قبل النوم، وفي أثناء النهار حاول أن تمسك البول؛ لتعطي المثانة فرصة للاتساع، وإن وجد التهاب سيقوم الطبيب بعلاجه.

هنالك مضادات للاكتئاب تُساعد في تخفيف النوم الثقيل، وكذلك تُحسّن من التبول اللاإرادي، وهذا سوف أتركه للطبيب.

ولكيفية المحافظة على صلاة الفجر يمكنك مراجعة الاستشارات: (250665) (255052) (18442) (251115).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً