الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكدرت حياتي بسبب شعوري بضيق الصدر.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

العام الماضي قدمت استشارتي -والحمد لله- كان ردكم شفاء لي -والحمد لله- وهذه المرة أطمع أن أجد الحل عندكم بإذن الله.

أنا قبل 3 أشهر مرضت بزكام حاد وانتابني القلق، وقلت في نفسي سأموت وانقطعت عن الأكل، وأشعر أني سأبلع لساني، بعدها شفيت من الزكام، لكن ما زالت أفكار الموت تلاحقني، وأراقب تنفسي طيلة الوقت، وأحيانا أقول لوالدي أنا لم أعد أستطع التنفس، وأنّ صدري ضيق علي، ولما ذهبت للطبيب قال لا يوجد أي شيء، كل شيء على ما يرام، وهذا من القلق، لكن ما زلت أشعر بضيق في صدري، وتكدرت حياتي من هذا الشعور، فأرجوكم انصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف عربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: معظم أنواع الزكام هي عادة تكون نتيجة لالتهابات فيروسية، ومعروف جدًّا أن معظم الالتهابات الفيروسية يُصاحبها نوع من الاكتئاب والقلق عادة في كثير من الأحيان، وقد يكون هذا ما حدث لك، فبعدها معظم الأعراض التي اشتكيت منها إمَّا أعراض اكتئاب نفسي أو قلق، مثل الانقطاع عن الأكل، والشعور بأنك ستموت، والشعور بأنك ستبلع لسانك، هذه أعراض قلق، وأفكار الموت - كما ذكرت - تلاحقك.

الأخ الكريم: طبعًا عندما يقول لك الطبيب الذي اكتشفت عنده (لا يوجد شيء) يقصد أنه لا يوجد سبب عضوي لهذه الأعراض، ولكن هذه الأعراض سببها نفسي، والاضطرابات النفسية لا تظهر بالكشف الجسدي، إنما يتم تشخيصها بالأعراض المختلفة وكشف الحالة العقلية، ومراقبة الشخص، فهي مجموعة من الأعراض النفسية تأخذ منحى معيَّنًا، ويسمى هذا اضطراب نفسي، وليس لها اختبارات في الدم أو بالأشعة أو تظهر بالفحص الجسدي.

إذًا ما تعاني منه - يا أخي الكريم - هو قلق، وما زلت تعاني من أعراض القلق مثل الإحساس بأنك لا تستطيع أن تتنفس، وإحساسك بالضيق من الصدر، وهذا القلق يجعلك في كثير من الأحيان تتحدث لوالدك لكي يُطمئنك.

إذًا - أخي الكريم - أنصحك بالتوجُّه إلى معالج نفسي لإعطائك دروسا في الاسترخاء - الاسترخاء الجسدي - وإذا دعت الضرورة إعطائك بعض الأدوية لتقليل هذا القلق والتوتر النفسي، ولا تنس - يا أخي الكريم - الانشغال بأشياء تُبعدك عن التفكير المستمر في نفسك، ومنها: ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، لفترات محدودة، حوالي نصف ساعة يوميًا، والمحافظة على الصلاة، والإكثار من الذكر وتلاوة القرآن، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، خاصة في هذا الشهر المبارك.

وفقنا الله وإياكم لما يُحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً