الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدة تناول الأطفال لأدوية الصرع

السؤال

ابنتي تتناول دواء اسمه ديباكين، وقال الأطباء أنه لحالات من الصرع، بعد أن أخذت الدواء لم تأتها الحالة مطلقا! إلى حد الآن تأخذ الدواء، حبتين باليوم، ولا تأخذ أي دواء معه.
قبل أسبوع شفها دكتور، ووصف لها فيتامينات، والآن مستمرة على الدواء، فإلى أي وقت ستبقى تأخذ الدواء؟ أفيدونا أفادكم الله!
هي ذكية جداً، وفي المدرسة جيدة جداً، لكن معظم الوقت عندها إمساك، وإنني خائف عليها! وهل هذا الدواء يؤثر عليها بالمستقبل عند الزواج ـ مثلاً ـ ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لابنتك عاجل الشفاء.

هنالك عدة أنواع من الصرع، تتفاوت في قوتها وضعفها، ومصدر التأرجح أو الإفراز الكهربائي من المخ، وأياً كان هذا النوع فالديباكين يُعتبر من أفضل وأحسن وأسلم الأدوية التي تُعالج الصرع .

كنت أود الإلمام بالجرعة التي تتناولها الابنة العزيزة، ولكن الشيء المتفق عليه هو أن الجرعة الصحيحة هو 30 مليجرام لكل كيلو جرام وزناً، بمعنى إذا كان وزن هذه الابنة أربعين كيلو مثلاً، فالجرعة المطلوبة في حالتها هي 1200 مليجرام في اليوم، ولكن معظم المرضى لا يحتاجون إلى هذه الجرعة القصوى .

الشيء المهم جداً هو الانتظام المطلق باتباع التعليمات الطبية في تناول الدواء، حيث أن الصرع يُعالج الآن وبفضل من الله بنسبةٍ تزيد عن 90%، ولكن أكبر خطأ ربما يقع فيه الناس هو عدم الانتظام في العلاج، وعليه أرجو الحرص في هذا الخصوص .

مدة العلاج هي ثلاث سنوات في 80% من المرضى، وهذه الثلاث السنوات ربما تزيد في بعض الحالات، حيث أنها تُقاس من آخر نوبة صرعية حدثت للمريض .

هنالك بعض الفحوصات التي يمكن إجراؤها من وقتٍ لآخر، خاصةً وظائف الكبد، حيث أن الديباكين يمكن أن يرفع إنزيمات الكبد بصورةٍ بسيطة، وإن حدث هذا الأمر فأرجو أن لا تنزعجي .

لا أرى أن هنالك ما يمنع هذا الابنة من مواصلة دراستها، والزواج، ونسأل الله أن يكرمها بذلك.

وختاماً: أرجو أن أنصحك بأن لا تعاملي هذه الابنة كمعاقة؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى خلل تربوي كبير، مما يجعلها كثيرة الاعتماد على الآخرين، ويضعف من شخصيتها، وقد رأينا ذلك يحدث في كثيرٍ من الحالات، فأرجو أن تعرف حقوقها وواجباتها، وأن تعرف نعم متى ما يتطلب الأمر، وأن تعرف لا متى ما يتطلب الأمر أيضاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً