الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خسرت أموالي، فهل يحق لي أن أسترد من والديّ ما أعطيتهما؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المتميز، أرجو من حضرتكم إرشادي بعد الاستماع لمشكلتي.

لقد كنت موظفة لمدة سنة ونصف، وانقطعت عن عملي منذ ستة أشهر، وفي تلك الفترة كنت أقدم مبالغ مالية لوالديّ كنوع من الصدقة (رغم عدم احتياجهم المادي)، ويبلغ مقدار المبلغ الذي قمت بتقديمة حوالي 1250$، خلال تلك الفترة كنت قد ادخرت مالا خاصا كذلك، ولكن يؤسفني أنني قد دخلت في مشروع استنزف مالي بالكامل، هذا المشروع لم أخبر به والدي؛ لأنهما كانا سيعارضان ذلك، المشكلة أنني فقدت الوظيفة، وخسرت المشروع، وفقدت جميع أموالي وأنا الآن أحتاج إلى المال لشراء حاجاتي الشخصية المضطرة عليها، لكني أخشى مواجهة أهلي بحقيقة ما حصل لي؛ لأنني إذا أخبرتهم سيفقدون ثقتهم في أولا، وسيخيب ظنهم كثيرا بابنتهم التي تخبرهم بكل تفاصيل حياتها ولم تخبرهم عن مشروع أنشأته سرا وخسرت جميع أموالها بسببه، وقد يمنعوني من العودة للعمل من جديد.

لقد استغفرت كثيرا؛ لأني أخفيت ذلك، وعاهدت نفسي أن أبرهم أكثر، وأن لا أخفي عليهم أي شيء لاحقا، لكنني الآن أحتاج للمال، ولا أستطيع مواجهتهم، لذا قررت أن آخذ النقود من دون علم أبي، وأعيدها أيضا من دون علمه في أقرب وقت أعود فيه لأي عمل جديد، كذلك أجد أن لي الحق في النقود مرتين؛ مرة لأن نفقته واجبة علي، ومرة لأني كنت قد أمددتهم بنقود كثيرة مسبقا، ولو لم أمددهم لكانت معي الآن، ولم أكن سأحتاج لهذا السلوك الخاطئ، علماً أن أبي مقتدر ماديا -الحمد لله-.

مشكلتي أنني دائمة تأنيب الضمير بسبب ما فعلت، وأخشى أنني ارتكبت خطأ يغضب الله ويدخلني في الحرام الذي يحرم من استجابة الدعوة.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يصلح شأنك، وأما الاستشارة التي أرى أن أشير بها عليك فتكمن في الآتي:

_ ما حدث من فشل في المشروع هذا أمر قدره الله تعالى، ولعله بسبب عدم التقدير الكافي في دراسة جدوى المشروع، أو ابتلاء من الله، والذي عليك هو الصبر والاسترجاع فقولي إن لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها، ومع ذلك حاولي أن تستفيدي من تلك الأخطاء لتعودي الكرة في مشاريع جديدة.

من وجهة نظري لا أرى ما يمنع أن تخبري أهلك بما حدث، فأظن أنهم سيقدرون ما جرى لك، بل قد يكون معك في أزمتك المالية، فيمكن أن تعيدي النظر في الأمر.

ما كنت تقدمينه للوالدين من مال مستحب شرعا، ولك أجر عند الله، وهذا من البر بهما، فآمل أن لا يحصل في نفسك حسرة على تلك النفقة، ولا ينبغي التفكير في استردادها ولا الحديث عنها، فإنا قد نهينا شرعا عن المن، وعن العودة في الهبة.

أما ما سألت عنه من أنك تريدين أخذ مال من والدك دون علمه بسبب أنك محتاجة، فهذا لا ينبغي، ويمكن أن تطلبي منه مباشرة، ولعله يدرك ما أنت عليه فيعطيك، ثم لعلك إذا أخذت المال دون علمه، فيعلم فيغضب عليك، أو لعلك تدخلين بهذا المال في مشروع، ثم تحصل الخسارة مرة أخرى.

اجتهدي في الذكر والدعاء، والاستغفار، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فكل ذلك مما يخفف عليك ما حصل لك من مصيبة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً