الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إخبار الآخرين بما حصل لي يدخل في عموم التشكي؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرضت لموقف خارج المنزل، وقررت عدم الشكوى لأحد، تطبيقا لمقولة: الشكوى لغير الله مذلة، ولقوله تعالى: " ادعوني استجب لكم"، وقوله تعالى: " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"، لكن الآن أفكر أن أحدث به أحدا، فأيهما أفضل شرعا، التزام الصمت أم إخبار أحد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ basma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه.

وأما الجواب على ما ذكرت: فإن الأمر الذي جرى لا يدرى ما هو حتى ندلك هل تخبرين أحدا أم لا، وأما ما فهمت من الأدلة التي تدل على أن سؤال غير الله مذلة، فأظن أن هذا ليس على إطلاقه، فإن سؤال لغير الله مذلة إنما يكون ذلك فيما يحتاجه الإنسان في حال حصل له عسر أو كرب، فعليه في هذا الحال اللجوء إلى الله، ولو لجأ إلى العباد فقد يحصل له إعراض من بعضهم فيحصل له المذلة، وهناك نوع آخر قد يحصل للإنسان مما يحدث له كأن يحتاج إلى من يرشده إلى أمر أو يعطيه رأيا فيما يشكل عليه، وأظن ما جرى لك هو من هذا النوع، وعليه فلا حرج شرعا من اللجوء إلى الله تعالى أن يدلك على الحق وأن يهديك إليه، ولا مانع شرعا من سؤال أهل الخبرة من الناس ممن له سابق تجربة؛ حتى يرشدوك إلى الصواب، وسؤالهم ليس فيه مذلة، بل هذا من الحكمة وعين الصواب، ولذلك إن كان الأمر من هذا النوع فلا أرى مانع من سؤال أهل الخبرة فيه، ما لم يكن الذي حدث ذنبا ينبغي أن يستر الإنسان فيه نفسه.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات