الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بعدم ثقة بالنفس عندما أجد من يتجاهل وجودي ولا يعطيني الاحترام الكافي.

السؤال

السلام عليكم..

إني شخص أعتقد إلى حد كبير أني ذو شخصية قوية، إلى درجة أني أرى كثيراً ممن حولي من الأصدقاء والجيران يكنون لي أكبر تقدير ـ مع العلم أني كنت إماما لمدة طويلة ـ ومع هذا لما أدخل إلى إدارة لقضاء حاجة، والقيام بإجراءات إدارية، فإني أجد لا مبالاة ملفتة للانتباه، وكأني صبي جاء يلهو.

مع العلم: أن مظهري وقور: فإني طويل القامة، عريض المنكبين، ملتح ٍ، حسن الهندام، غض الصوت. وإني أرى غيري قد يكون في مظهر مزدر ٍ، ولكنه يجد من القبول والاحترام عند قضاء حوائجه في الإدارة أكثر مني، فما الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبا بوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالأمر الذي تعاني منه هو عدم الثقة بنفسك، فأنت لديك قدرات وطاقات ومهارات، ولكن كيف توظفها وكيف تستغلها؟ وبما أن شخصيتك قوية فهذا يساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك، ولا تستسلم للهزيمة ولا لليأس، ولكن يجب أن تكون عندك روح المبادرة والإقدام وعدم الرجوع إلى الخلف.

عش واقعك بكل ما فيه، وحاول أن تدفع المشاكل بعيداً، وركز طاقتك واهتمامك على ما يرجع عليك بالفائدة، ولا تشتت ذهنك في شيء لا يعود عليك بالفائدة، وأحياناً كثرة التفكير في شيء ما يتعبك ويجعلك تتصور أموراً خارجة عن نطاق الواقع، فتتعب نفسك بكثرة التفكير، وأحياناً يكون تفكيرك سلبيا، فاترك عنك هذا التفكير، وفكر بإيجابية، وجنب نفسك مخاطر القلق، ولتكن لديك نفساً هادئة، وروض نفسك على التصدي للمشاكل، وابعث الحيوية في حياتك الجديدة.

ولكي تعيد ثقتك بنفسك عليك بما يلي:

1- توقع الأفضل دائماً، وعندما تواجهك عوائق في الطريق لا يمتلكك الإحباط واليأس، وإنما حاول أن تتجاوز ذلك بسرعة، وكن متفائلا وإيجابيا.

2- اجعل الحيوية والعزيمة شعاراً بين عينيك، واعشق العمل، واستمتع به مهما كان شاقاً، واتسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتميز بوضوح الهدف والعزم.

3- اجعل نفسك شخصية متعاونة مع الآخرين، واشعر بالسعادة إذا اشتركت في عملٍ جماعي.

4- فكر في تطوير ذاتك دائماً إلى الأحسن، وابحث عن الشيء الذي ينفعك.

5- تعلم الصراحة في كل شيء، وكن واضحا، ولا تميل إلى استخدام الإيماءات.

وأريدك أن تترك باب الأمل دائماً مفتوح، ولا تيأس ولا تقنط، فأنت صاحب مواهب وطاقات تستطيع أن تسخريها لخدمة أمتك ووطنك، وحاول أن ترفه على نفسك إذا أحسست بالقلق، وزر أصدقاءك، وأشغل أوقات فراغك بما يعود عليك بالمنفعة ولا تترك الفراغ يتغلب عليك وينسيك هدفك من هذه الحياة.

اطمئن فأنت بخير والحمد لله، فقط تحتاج إلى إعادة ثقتك بنفسك، وبهذه الخطوات تستطيع بإذن الله تعالى أن تعيد ثقتك بنفسك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً