الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيادة دقات القلب عند التحدث إلى شخصيات مهمة

السؤال

أنا طالب بكلية الهندسة، عندي مشكلة أواجهها من 9 سنوات، وهي زيادة سرعة دقات قلبي بشكل خانق يقتلني، وكأني أركض بسرعة مميتة، عند إلقاء أي كلمة أمام جمع من الناس أو محادثة شخصية مهمة هاتفياً، كما أنني أعاني من قلة التركيز القاتل، بمعنى أنني أحتاج ـ لأحفظ سطراً ـ ساعة، وقد أنساه، تعبت من هذه المشكلة.

أيضاً لماذا زملائي لا يواجهون مشكلة الحفظ التي أواجهها؟ مع العلم أنني قد كنت من الأوائل! لا أدري ماذا يحدث! ولكن إصراري هو من ينقذني في دراستي كل مرة، لكنني تعبت.

وأعاني من الخوف من أن أكون ليلاً وحدي في مكان مظلم، مع أنني أحب أن أكون نهاراً وحدي! لكن ليس لفترات طويلة، وكما أني أرتعب عند زيادة سرعة السيارة لدرجة أنني أتعب من نفسي، وينتابني شعور بأني لست قادراً على المقاومة، وأني لست بشجاع!

ذهبت إلى الدكتور وأعطاني دواء بروزاك، استخدمته 8 أشهر، أحسست بتحسن بسيط، لكن هاأنا بعد 8 أشهر اكتشفت أن نفس المشكلة موجودة، وهي زيادت دقات قلبي عندما اتصلت بشخصية هامة لأبارك له على منصب احتله، ولكني خفت مع المحادثة بوتيرة أقل مما في السابق، لكنها موجودة وأيضاً بشدة!

هل البروزاك ما كان علاجاً ناجحاً معي ولم أشف بعد 8 أشهر؟ ولم الخوف يسيطر علي حتى اللحظة، ولا أستطيع الحفظ كأصداقي طبيعياً!؟ حتى إن أصدقائي يعرفون أني سريع البديهة، ويقولون: لماذا أنت هكذا؟ لم أجد رداً لسؤالهم أبداً؛ لأني لا أعرف! مع استخدامي التمارين لمدة 3 شهور أيضاً، أريد أن أعرف ما الحل! هل أغير الدكتور المعالج؟
لم أبعث لكم إلا لأني تعبت من هذا! فأريد النصيحة، وماذا أفعل؟ مع أني مقيم الآن بمصر لمتابعة دراستي.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ TH حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالتك تتمثل في نوباتٍ من الرهاب، مع هرعٍ اجتماعي، وهي التي تؤدي إلى قلق وضعف في التركيز، ينتج عنه عدم المقدرة على الحفظ بالصورة المطلوبة، وإن كان الحفظ ليس مقاساً للذكاء مطلقاً، فهو لا يأتي تحت طائلة المقدرات المعرفية العليا.

الرهاب والخوف بصفة عامة، يُعالج بالمواجهة وعدم التجنب، ومتى ما أكثر الإنسان من هذه المواجهة والاقتحامات النفسية، سيجد بإذن الله أن الأعراض أصبحت تقل وتختفي، حتى تنتهي تماماً بإذن الله تعالى.

البروزاك ليس من الأدوية الفعالة بشدة في علاج المخاوف، فهو أفضل لعلاج الاكتئاب والوساوس، والأدوية التي ربما تكون أكثر فائدة في مثل حالتك، هي: (زيروكسات، أو سبراليكس، أو أروركس) وفي مثل حالتك أنا أكثر ميولاً إلى أن تتناول الزيروكسات بدلاً عن البروزاك، ويمكن أن يكون بنفس الجرعة وهي 20 مليجراماً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 40 مليجراماً لمدة ثلاثة أشهر، ثم ترجع إلى حبة واحدة في اليوم، وبجانب هذا الدواء، يوجد دواء آخر يساعد في تخفيف نوبات الخفقان، ويعرف باسم اندرال، أرجو أن تتناوله بجرعة 20 مليجراماً في اليوم، كما يوجد دواء يعرف باسم زاناكس، يُستعمل في الحالات الملحة والطارئة، كأن يكون في أوقات المقابلات أو السفر في الطائرات، وجرعته هي من ربع إلى نصف مليجرام عند اللزوم، ولكن إذا تناولت الزيروكسات بالجرعة التي ذكرتها لك، فإنك إن شاء الله لا تحتاج له.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً