الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعيف الشخصية، فهل هناك أمل لأن أصبح شجاعا؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 25 عاما، أعاني منذ طفولتي من جبن شديد وضعف في الشخصية، بل أجدني أكاد أرتجف من الخوف، ولم أشعر بعظم وخطورة هذا الأمر إلا بعدما كبرت، فصرت أبحث في الكتب الإسلامية فلم أجد كتاباً يتحدث عن هذا الأمر، وعلى الإنترنت، وأسأل من استطعت أن أصل إليه من المشايخ في ببلدي عن علاج، فلم أجد دليلا عمليا أسير عليه، فهل هناك كتاب أو دليل عملي تطبيقي أسير عليه، ويبين لي أيضاً كيف أتصرف في المواقف المختلفة؟ وهل يمكن أن يذهب هذا الأمر لأصبح شجاعاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، ومعذرة على التأخر بالجواب.

في أحيان كثيرة من الصعب أن نحل مشكلة ما إذا لم نعرف طبيعية هذه المشكلة بشكل محدد، ولذلك من المهم أن نعرف أو نحدد ما هي المشكلة التي نريد أن نوجد حلا لها؟

إن كلمة "الجبن" فيها الكثير من إصدار الحكم السلبي، والكثير من اللوم على هذه الصفة، وقد لا تكون أفضل وصف أو تشخيص لما تصفه في سؤالك، وإذا نظرنا للأعراض التي جعلتك تطلق، أو ربما أحد آخر عرض هذه الصفة "الجبن" أو حتى كلمة "ضعف الشخصية" فإننا نجد أنك ذكرت أن عندك شيئًا من الخوف، وكنت أتمنى لو شرحت لنا المزيد من التفاصيل عن طبيعة هذا الخوف، هل هو خوف من لقاء الناس؟ أو هو خوف من مواقف معينة في المجتمع؟

المهم أنك إذا بحثت طويلا عن مفهوم "الجبن" فقد لا تجد الكثير مما يعين، بينما الأفضل أن نوصف الحالة بأنها حالة من الخوف أو الرهاب، وبذلك ليس فقط تصف الحال بشكل إيجابي وإنما أيضا تعطينا فكرة عن العلاج أو التغيير المطلوب، وبالتالي لا تحتاج أن تقضي الوقت الطويل وأنت تبحث دون التوصل لنتيجة مرضية.

وبالنسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي: فالعلاج الأفضل هو العلاج المعرفي السلوكي، وذلك عن طريق عدم تجنب اللقاء بالآخرين؛ لتجنب الشعور بالخوف والارتباك، وإنما اقتحام هذه المواقف والحديث مع الناس، ويمكن أن تكون البداية بمجرد التواجد مع الزحمة من الناس، ومن ثم الحديث لفترة قصيرة مع مجموعة صغيرة من الناس، وحتى تطمئن للحديث معهم، وما هو إلا وقت قصير حتى تجد أن هذا الخوف قد خفّ أو اختفى، فهذا العلاج السلوكي هو الأفضل في مثل هذه الحالات. ويمكن عادة أن يشرف على هذه المعالجة أخصائي نفسي يتابع معك تطور الحالة.

وإذا طالت المعاناة، فيمكنك الاستعانة بأحد الأخصائيين النفسيين ممن يمكن أن يضع لك برنامجا علاجيا، ويتابع معك هذا العلاج.

ويمكن للطبيب النفسي أيضا أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعد عادة على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن حتى أن تدعم تأثير العلاج السلوكي.

ونحن ننصح عادة وبشكل عام باستعمال الأدوية النفسية تحت إشراف طبيب متخصص.

وفقك الله، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً