الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتحسن ولكن القلق والسخرية مشكلتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر كل القائمين على هذا الموقع الذي له الفضل بعد الله في خروجي من الضيق الذي أعانيه.

وكنت في السابق قد كتبت لكم برسالة، والتي تحمل رقم 231029، وقد بدأت تطبيق ما ورد بها، ولكن أواجه بعض الصعوبات وهي أني كثيراً ما إذا حاولت الجلوس في جماعة ما، كثيراً ما يعلق علي أو يضحكون علي، وخصوصاً أني سمين ووزني هو 100؛ مما يجعلني أحس بالإحباط، وأتجنب الجلوس معهم، وكثيراً ما يعتقدني الناس كسلاً أو أني لا أنفع لشيء! لماذا؟ لا أدري!

وأحياناً أحس بقلق من دون وجود أي شيء! وهذه الأيام كثيراً ما أدخن وأحس أني أصبحت مهلوساً، وأخاف كثيراً أن يعرف من هم حولي أني كذلك، وإذا هزأني شخص أحاول أن أرد عليه، ولكن أشعر كأن لساني مقيد، خصوصاً إذا كان هناك أشخاص بجانبه أو بجانبي.

وللعلم أني من النوع الهادئ، قليل الكلام، وبمناسبة قليل الكلام: إذا جلست أنا وشخص أو أشخاص كثيراً ما أكون ساكتاً، وحتى قليل الضحك، ولكن كثيراً ما أبتسم، وإذا تكلمت فلا أستطيع أن أتكلم بشكل يجذب من حولي؛ لذلك يعتبرونني مملاً.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على رسالتك الثانية، واجتهادك بقدر المستطاع في اتباع الإرشادات النفسية التي أُرسلت لك في الرسالة الأولى، ونُطالبك بالمزيد من الالتزام واتباع هذه الإرشادات، فهي من الوسائل العلمية المعروفة لتطوير المهارات الاجتماعية، وتغيير نمط الشخصية السلبي.

من الملاحظ يا أخي أنك تُلاحظ ذاتك أكثر مما يلاحظك الآخرون، وقد انصب كل تفكيرك حول أفكار سلبية، تعتقد أن مصدرها الآخرين، وأرجو أن أؤكد لك أننا لا نعتقد أن الناس تلاحظك أو تضحك عليك فيما تعانيه من سمنة، بالصورة التي تراها أنت.

نعم، السمنة شيءٌ غير مرغوب، لا من الناحية النفسية ولا من الناحية الصحية والاجتماعية، ولكنها موجودة بين الناس، ولا تُعتبر أنت شاذ في هذا الأمر، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن تستكين وتقبل بذلك، فعليك أن تجتهد في تخفيف الوزن بالطرق المعروفة، حيث إن ذلك سوف يرفع من كفاءتك النفسية، ويقلل من كل شعورٍ سلبي بالإحباط، وسوف تجد أن تواصلك الاجتماعي قد تحسّن كثيراً.

أرى أنه ما دام الوضع وصل لهذه الدرجة، فلابد من أن نصف لك بعض الأدوية التي تساعد في التخفيف أو إنهاء المشاعر النفسية السلبية لديك، والأدوية هي بروزاك، تبدأه بمعدل كبسولة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ودواء آخر يعرف باسم استلزين، أرجو أن تتناوله بمعدل واحد مليجرام صباحاً ومساء لمدة أربعة أشهر، ولا مانع من إيقافه فجأة، حيث أنه لا يسبب أي أعراض انسحابية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً