السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحتاج إلى استشارتكم كي يطمئن قلبي، وترتاح نفسي، وتستقر حياتي.

عمري 27 سنة، والدي رجلٌ عظيمٌ في شأنه، ومتقرب إلى الله -عز وجل- على ما أرى، فهو على أكمل وجه، ولكنه يعاملني معاملة سيئة جدًا، بالرغم من أنني ابنه الكبير، وليس لي سوى أخ فقط.

أبي يعاملني باستهزاء دائم، ويقلل من شأني دائمًا، ويقوم بمعايرتي على ما يفعله لي: من معيشتي معه، والطعام الذي أتناوله، والتعليم، وعندما أتحدث معه عن الزواج يرفض أن يأتي معي للخطبة؛ لأنه يخشى من نفقات الزواج أو التوقيع على القائمة للزوجة، وهذه المشكلة تعوق حياتي، فقد تركت منزل والدي واستأجرت منزلًا متواضعًا بجانب عملي، وذهبت عدة مرات للخطبة، وتم رفضي لعدم حضور أهلي، فماذا أفعل؟

أفيدوني، ولكم خالص تقديري.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبداية: نحيي فيك صبرك على ما تجد من والدك، فإن البر بالوالد مهما كان تعامله معك سيجعل الله به لك فرجًا ومخرجًا، وأبشر بالخير، وأكثر من الدعاء للوالد -حفظه الله- وأن يلين قلبه نحوك.

أما مسألة الزواج: فبما أنك قد رتبت أمورك، ولك سكن، وتستطيع تحمل نفقات الزواج، فهذا خير كبير، فاحمد الله الذي أعانك ووفقك.

وأما مشكلة أن أهل المخطوبة يرفضون إتمام الزواج حتى يحضر من أهلك معك: فيمكن أن تقنع الوالد أن يحضر معك للخطبة، وأوضح له أنك ستتحمل نفقات الزواج كاملة، واجعل من قراباتك من يقنعه بذلك، وأظنه سيقبل، وخاصة إذا علم أنه لن يتحمل شيئًا من نفقات الزواج.

وأما إذا لم يقبل -لا قدر الله- فيمكن أن تبحث عن فتاة أخرى لتخطبها، ولا يشترط أهلها حضور أحد من أهلك، أو يمكن الاستعانة بالعم أو الخال فهم أهلك ومن أقرب الناس إليك، والاعتذار عن الوالد بأنه مشغول ولا يستطيع الحضور، وإذا دعوت الله تعالى وأكثرت من قول لا حول ولا قوة إلا بالله سيسهل أمرك.

وفقك الله لمرضاته.