الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فراغ وخوف وقلق ووجع في الرأس والبطن

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي شعوري بالوحدة والفراغ الداخليين بصورة متكررة طوال حياتي، وأحياناً أحس بالخوف والقلق ووجع الرأس والبطن المفرطين لأتفه الأسباب، وبعض الأحيان بدون سبب!

أحس أني طفلة في الخامسة، متكورة على نفسها، عندي عدم الشعور بالاستقرار مطلقاً والخوف دائماً من انهدام عائلتنا، فلم أطمئن يوماً واحداً في حياتي لاستقرارها، فيمكن تخيل حالتي عند حدوث أول مشكلة فبدل أن أكون الأخت الكبيرة التي ترعى وتطمئن الصغار يتملكني الاضطراب الشامل وتخونني الأطراف بالاهتزاز!

كما أني لا أعرف التعبير عن نفسي ففي المواقف لا أعرف أرد مطلقاً أو أذكر أي شيء يزعجني، ثم إني ورغم معرفتي بالذين يحبونني إلا أني لا أحس بتاتاً بحبهم، ويسهل علي كرههم لأدنى خطأ.

وأخيراً، كل الذي أريده هو التميز والتفوق ونشر الدعوة، التي يخونني فيها عدم ثقتي بنفسي وخوفي من مكالمة الناس في خطأهم، كما أريد التعبير الفني عن مشاعري ليكون المتنفس لي إلا أني لا أعرف شيئاً، وقبل كل شيء أريد الشعور بالاطمئنان ولو لمرة واحدة في حياتي! والشعور بالحب والتعبير عن نفسي بحرية.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حواء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو أن أطمئنك بأنك لست مصابة بمرض نفسي حقيقي، ولكن مشكلتك الأساسية تتعلق بشخصيتك، حيث أن شخصيتك تحمل سمات القلق والتوتر والحساسية، وسوء تقدير مقدرات الذات، ويمكن التغلب على مثل هذه الصعاب بتغيير التفكير السلبي -خاصةً المتعلق بمقدراتك- إلى تفكير أكثر إيجابية، وذلك يتأتى عن طريق التدقق في أفكارك السلبية حول نفسك، ومحاولة إيجاد الفكرة أو السمة الإيجابية المضادة للفكرة السلبية، فعلى سبيل المثال أنت تحسين أنك طفلة في الخامسة، فلماذا لا يكون إحساسك أنك إنسان مرموق متوازن الوجدان، ناضج العواطف، في الثلاثين من العمر؟....وهكذا .

أنت محتاجةٌ أيضاً لأن تنتبهي أكثر للأفعال التي يمكن القيام بها وليس الأقوال والأفكار السلبية.

ومن الأشياء التي سوف تُفيد وتقلل من ظاهرة الإحساس بعدم قيمة النفس: مشاركة الآخرين بقدر المستطاع، والانضمام إلى الجماعات أو الجمعيات الاجتماعية التي تقدّم الأعمال الخيرية والمفيدة للآخرين .

يمكنك أيضاً تطوير مهارتك الاجتماعية، خاصةً في مجال نشر الدعوة، كأن تقومي على سبيل المثال بإلقاء محاضرة وأنت في غرفتك، وتسجيلها صوتياً، ثم إعادة الاستماع لها، وستجدين بإذن الله أن هنالك أشياء ايجابية ومقدرات كثيرة تتمتعين بها، ولكنها لم تأت إلى انتباهك في السابق.

هذا هو الذي أريد أن أوجهه لك من نصائح، وأرجو اتباعه، وأكرر لك أن الأمر كله يتعلق بالثقة بالنفس واليقين، والتوكل، وانطلاقة فكرية جديدة، وسوف يكون أيضاً من المفيد لك لو تناولت أحد الأدوية البسيطة، والتي تُساعدك في التخلص من القلق والأعراض النفسوجسدية التي ذكرت في بداية رسالتك، والدواء الأفضل بالنسبة لك يُعرف باسم موتيفال، أرجو تناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً