الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الشخصية بسبب شجار الوالدين المستمر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أدري من أين أبدأ، ولكن حياتي جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

والداي دائماً الشجار، ولا يهتمان إذا تشاجرا أمامي أم لا، وهما على هذا الحال منذ أن كنت صغيرا، وأذكر هذا جيداً، أصبح لدي عقدة، أصبحت لدي فكرة بأن الزواج هكذا: مشاكل في مشاكل، مع أني أرى أشخاصاً يعيشون بسعادة وأحسدهم على ذلك، يتشاجران لأتفه الأسباب، حتى معي عندما أتشاجر مع والدي يبدأ هو بالتشاجر مع والدتي أيضاً ويلقي اللوم عليها بأنها السبب في كل شيء.

عندما كنت أتدخل في أشياء كان يقول لي: ما زلت حيا، أنا أتصرف لا دخل لك (وأنا أدعو بطول العمر لوالدي)، أصبح لدي ضعف بالشخصية، يقارنني مع باقي الشباب: انظر إلى هذا وإلى ذاك، أنت الوحيد الذي لا تحترمني! مع أني ومع كل ما مررت به، أنا أكثر شخص يحب والديه.

لا يكاد يمر يوم إلا ويجب أن يكون شجار، وقبل بضعة أيام هددني بأنه لن يدفع شيئاً لقاء تعليمي في الجامعة، سأبدأ في شهر تشرين أول القادم، أتمنى أنه قالها في لحظة غضب فقط، أساعده في البقالة التي عندنا منذ 6 سنوات.

أحياناً تمر أيام حلوة وأغلبها ألعنها، أفكر أحياناً بالرحيل أو بالانتحار أو بقتل أحدهم كي أدخل السجن وأرتاح! لدي أختان وما شاء الله، لبسهن لا يكاد يكون محتشما، عندما كنت أتكلم مع أمي عن ذلك كانت تقول لي لا دخل لك، وعندما يكون بيني وبينهن مناقشات ويكبر الحديث، تقولان لأبي وهو يلومني ويقول لي: مازلت عايشا، أنا عرفت أربي بناتي أو عندك كلام ثاني؟ كل محاولاتي لهدايتهن باءت بالفشل، أنا دائماً المخطئ، يخطر في بالي أحياناً بأن أقتل إحداهن.

أنا يائس من هذه الحياة، لم يعد لدي ثقة في نفسي، أتمنى أن يأتي شهر تشرين الأول كي أذهب إلى الجامعة لأبتعد عن البيت، لأني سآخذ مسكناً هناك، الجميع يقول لي بأنك تغيرت كثيراً، أين محمود المرح؟! كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟ ماذا أفعل؟ هل يستطيع أحد مساعدتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك على اهتمامك وغيرتك على أهلك.

لا شك أن الصعوبات الأسرية التي تنتج من عدم توافق الوالدين تؤدي إلى بعض التأثير السلبي على بقية أفراد الأسرة، ولكن أنت والحمد لله تتمتع بالكثير من الوعي والبصيرة والإدراك، ومن هنا عليك أن تأخذهم بالتي هي أحسن، وتُسدي لهم النصح بصورةٍ معقولة، وأفضل أوقات للنصح هي ليست لحظات التشاجر، إنما حين يكون مزاج والديك في صورة أفضل، وعليك أن تسير على هذا المنوال، وتدعو الله دائماً أن يصلح أمرهم .

يمكنك أيضاً الاستعانة بأي أقرباء لوالديك من ذوي حسن الخلق والسيرة؛ وذلك للمساعدة في إرشادهما وامتصاص لحظات الغضب .

أما بالنسبة لأخواتك فالسبيل المتاح لك هو النصح أيضاً، مع الرأفة، ويا حبذا لو عملت على أن تهيأ لهن صداقات مع الصالحات من البنات؛ لأن هذه وسيلة فعالة جداً.

لا أرى أنك تعاني من مشكلة أو ضعف في الشخصية، إنما مشكلتك هي تقدير الذات بصورةٍ سلبية، وهذا يمكن التخلص منه بالبحث في إمكانياتك الإيجابية والتركيز عليها.

لا شك أن ما ذكرته من التفكير في الانتحار أو الإضرار بالآخرين شيءٌ غير مقبول، وأنت أفضل من ذلك بكثير، ولابد من أن تكون إرادة الخير هي الغالبة فيك.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر مهدي عبد الصمد

    افهمك جيدا يا اخي انا ايضا لا احد يعيرني اهتماما و لا احد يهتم لكلامي ان اخطات مرة انتهى كل شيئ بالنسبة لافراد عائتي انا فاشل حتى عندما يتكلم اخي الاصغر اصمت و لكن الله كعنا لا تخف

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً