الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الأفكار التي تنتابني من حين لآخر؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من أفكار غريبة كأني سأموت، ولا أجد شيئاً، مع أنه لا يوجد عندي إشكالية معينة في ذات الله، فهو من المستحيل أن يخلقنا عبثاً، وأعلم حديث الرسول: "ذاك صريح الإيمان"، لكن لا أعلم هل أنا داخل به أم لا؟

في الفترة الأخيرة أصبحت أبكي بسبب هذه الأفكار، وبسبب فكرة أن والداي كبرا وربما أفقد أحدهما، مع أن الحقيقة هي أن كل نفس ذائقة الموت، ولم أعد أفهم سبب هذا البكاء الكثير وضيق الصدر الشديد الذي ينتابني، ولم أعد أفهم نفسي، أتناول دواء فلوكسيكير بناء على نصيحة سابقة منكم، ولا زلت أحيانا أقع بالنظر للحرام، مع أن الدواء في معظم الحالات وليس كلها كان يفيدني، فهل هناك تشخيص لحالتي؟

علما أني بفضل الله ملتزم باوامر الله بالفرائض والنوافل، والصحبة الصالحة، والاستماع لدروس الدين المفيدة، وأشغل وقتي قبل الوباء بالعمل الذي يسره الله لي بعد التخرج مباشرة.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

قطعًا هذه وساوس، وأنت لك تاريخ مع الوساوس، والوساوس كالموج تزداد وتنخفض، ونحن نريدها دائمًا أن تكون منخفضة أو تزول تمامًا، وهذا يتأتّى من خلال رفض الوسواس وتجاهله وتحقيره، وعدم الخوض في نقاشه، وصرف الانتباه عنه، وعمل ما هو مضاد له. مناقشة الوسواس والدخول في تحليلاته يؤدي إلى تعقيدات كثيرة.

ويا أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تشغل نفسك بما هو مفيد، ولا تُحلِّل الوسواس، ابتر الفكرة الوسواسية في بداياتها عندما تكون خاطرة، اصرف انتباهك عنها، وأكثر من الاستغفار، واستعذ بالله تعالى من الشيطان، ولا تتحرّج؛ فالوسواس صاحبه معذور، حتى أن نظرك عندما يقع على الحرام: حاول أن تتجنب ذلك، لكن لا تجعل نفسك اللوامة تتسلّط عليك لدرجة أن تدخل في كدر، أنت بخير إن شاء الله والحمد لله، حافظ على صلواتك وأذكارك ووردك القرآني اليومي.

وأريدك أن تستعمل دواء مفيد جدًّا للأفكار الوسواسية، وأنا أرى أن عقار (فلوكستين/بروزاك) هو الأفضل لحالتك، يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (رزبريادون). الدواء الذي ذكرته (فلوكسيكير) قد لا يكون جيدًا في الوقت الحاضر؛ لأن الوساوس أصبحت أكثر إطباقًا.

تبدأ الفلوكستين – أي البروزاك – بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، يمكن أن تتناولها صباحًا لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولتين يوميًا، وبعد شهر اجعلها ثلاث كبسولات يوميًا – يعني ستين مليجرامًا –، وهذه الجرعة العلاجية استمر عليها لمدة شهرين، ثم خفضها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء. دواء رائع وممتاز، وأريدك أن تدعمه بعقار (رزبريادون) تتناول الرزبريادون بجرعة واحد مليجرام ليلاً، تبدأ به مع بداية البروزاك، وتستمر على جرعة الواحد مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها اثنين مليجرام ليلاً لمدة شهرٍ، ثم واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه أدوية مفيدة ورائعة جدًّا، وإن شاء الله تعالى تفتِّت هذه الوساوس وتزيلها تمامًا. وعليك بالتطبيقات السلوكية التي تحدثنا عنها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى أن يرفع عنَّا هذا الوباء والبلاء، وأن يبلغنا رمضان جميعًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً