الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من حضور الاجتماعات وعدم القدرة على إبداء الرأي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فأنا شاب أشعر بخوف من حضور المناسبات كالزواجات مثلاً والحفلات العامة، وكذلك إذا كنت أقف أمام مديري في العمل أو أي شخص له قيمة ومسئولية أو أكاديمي جامعي فإني أحس بنوع من التوتر، وتبدأ أطرافي في الارتجاف ولكن بشكل خفيف.

وكذلك لا أستطيع أن أدلي برأيي في أي مسألة بشكل صريح بل أتهرب من الجواب، وأحس بأني أفقد شيئاً لا أدري ما هو، وكذلك أجد صعوبة في التعرف على الأشخاص فأنا انطوائي بطبعي، هل ما أعانيه هو الرهاب الاجتماعي؟ وهل لأخذ العلاج الزيروكسات لابد من استشارة طبيب مختص أم أحصل عليه شخصياً وأبدأ في تجرعه؟ وكم هي الجرعة المناسبة لمثل هذه الحالة؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن اليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما قمت بوصفه يدل على أنك تُعاني من نوعٍ من الرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي يمكن علاجه، ففي حالتك أنت حددت المصاعب بصورةٍ واضحة، وعليك أن تقوم بتطبيق الفكرة أو الفعل المضاد لكل صعوبةٍ ذكرتها، وبالاستمرار في التكرار أو الفكرة المخالفة سوف تضعف وتختفي الفكرة أو الفعل السلبي.

هذه التمارين البسيطة لابد من تدعيمها بأحد الأدوية المضادة للخوف، ومن أفضلها الزيروكسات كما ذكرت، وجرعة الزيروكسات هي في الحقيقة في حالات الخوف الاجتماعية حبة إلى ثلاث حبات في اليوم، ولكن معظم الناس يمكن أن تكفيهم حبتين في اليوم، وطريق البداية هي أن تبدأ بنصف حبة (10 مليجرامات) ليلاً بعد الأكل لمدة أُسبوعين، ثم ترفع الجرعة بنفس المعدل، أي نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى الجرعة القصوى وهي ثلاث حبات كما ذكرت، ولكن أرجو أن تُعطي نفسك الفرص بأن تظل على حبتين لمدة ثلاثة أشهر، وإن لم يحصل تحسن فيمكن أن تُضيف الحبة الثالثة بعد ذلك، أما إن تحسنت على الحبتين فتواصل لتكمل مدة العلاج لتكون تسعة أشهر، بعدها تخفف الدواء، وهذه نقطة هامة جداً، ومعدل التخفيف هو أن تسحب أو تقلل نصف حبة من الزيروكسات كل أسبوعين، حتى تصل إلى نهاية العلاج.

دائماً استشارة ومقابلة الأطباء النفسيين المؤهلين هي الوضع الأمثل في مثل هذه الحالات، لكن إذا لم يتيسر ذلك، فالأخذ بمحتوى هذه الرسالة سوف يكون مفيداً جداً إن شاء الله.

وبالله التوفيق



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً