الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي أخذت أطفالي معها وأهملت تربيتهم!

السؤال

السلام عليكم

أريد استشارة شرعية تريح نفسي من التفكير الذي أنا فيه، أنا متزوج من امرأة موظفة منذ عشر سنوات تقريباً، لدينا ثلاثة أطفال، طفل 10 سنوات وطفلتان إحداهما بعمر7 سنوات والأخرى بعمر سنتين.

لم يحصل توافق بيننا، فهي لا تعرف الحوار، وترى رأيها هو الصواب ومعاندة جداً، وصوتها مرتفع، وأحرجتني مع جيراني، وسببت لي مشاكل وأحضرت لي الشرطة مراراً، ومهملة لبيتها ووقتها بسبب الجوال.

بذلت كثيراً من الطرق لإصلاحها ولم تنفع معها، وأصبحنا في خلاف شبه يومي، فقررت الزواج من امرأة ثانية، وهذه الأولى خرجت إلى منزل أهلها مصطحبة الأطفال.

أنا لا أريد الاستشارة في كيفية إرجاعها، أنا مرتاح جداً وهي بعيدة عني، أنا أريد الاستشارة في جانب واحد فقط وهو أطفالي عندما كانوا عندي أنا ألزمهم بحفظ القرآن الكريم وحفظ ألفية ابن مالك، وأمهم اشترت لهم (آيبادات) وملأتها لهم بألعاب، وغير مهتمة بتربيتهم، وعند الذهاب بها إلى أهلها كانوا لا يريدون البقاء معي، ويريدون البقاء مع أمهم.

المشكلة أن الأم تسلط الابن الكبير على الطفلتين الصغيرتين، أنا الآن ضميري يؤنبني جداً، وأنا أتخيل طفلتي تصرخان وتبكيان، ولا تجدان من يقف معهما، وعرضت على الزوجة الرجوع ولها بيت مستقل عن الزوجة الثانية فرفضت ذلك.

أنا الآن لدي صك من المحكمة بأن الطفل الكبير يكون عندي وقت المدرسة، ووقت الإجازات يكون عندها.

المدرسة الآن على الأبواب، طلبت منها تسليم الابن ورفضت ولم أنقل ملفه إلى مدرسة قريبة منها، والطفل سيحرم من الدراسة بسبب رفضها وعدم تسليمه، هل أنقل ملفه أم أصر على أن يكون معي وأطلب تنفيذ الصك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الكريم – في موقعك، ونسأل الله أن يهدي الزوجة الأولى لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، ونسأله تبارك وتعالى أن يعينك على حسن التربية والرعاية لأبنائك، وأن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم الصلاح للأبناء والاستقرار والآمال.

لا شك أن وجود الولد الكبير معها – والحالة هذه – مع إهمالها في تربيتهم، ومع تسليط الكبير على أخواته الصغيرات أمرٌ مزعج حقًّا، وعليه فنحن ندعوك إلى المطالبة بتنفيذ الصك الذي نلته من المحكمة، حتى يكون الولد معك وتُحسن تربيته، فهو العنوان للبيت والعنوان للأسرة، وإذا قبلت تحت ضغط هذا الخيار – الخيار الثاني – فذاك خير، وهو أن يكون لها بيت منفصل حتى تسهل عليك الرعاية لأبنائك أيضًا مع وجودك مع زوجتك الثانية.

على كل حال مسألة الأبناء وتربيتهم هذه من الأمور الأساسية، وكون الزوجة لا تهتمّ بهم ومشغولة بهاتفها وهي اشترت لهم الأيبادات، وليس هنالك ضوابط في تربيتهم، بالإضافة لما يحصل من عدوان على بُنياتك الصغيرات، والحق معك، فهذا الذي وصل إليه القضاء وأعطاك هذا الصك بأن يكون الولد معك ينبغي أن يكون معك، وهو أيضًا يقترب من السنوات التي ينبغي أن يقضي معظم الوقت فيها معك.

لذلك من حقك أن تنفّذ هذا الصك الذي نلته من المحكمة، والمحكمة هي التي ستعينك على تنفيذ هذا القرار، وفي كل الأحوال أنت رابح، فإن إصرارك على تنفيذ ما أمرت به المحكمة قد يدعوها إلى القبول بالشرط الثاني، وهي أن تكون في بيت منفصل إلى جوار بيتك الأول، وفي ذلك مصلحة كبرى؛ لأن رعاية الابن والبنيات ستكون سهلة بالنسبة لك، كما أن فرص العودة إليها وعودة المياه إلى مجاريها ستكون أكبر من وجودها مع أهلها.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وندعوك أيضًا إلى التلطُّف مع الولد والبنيات حتى تكسب قلوبهم ويستفيدوا من توجيهاتك، فإن المغيرات التي وضعتها أمامهم ستعقّد عليك مسألة استمالة الأبناء إليك واستمالة الأبناء كذلك إلى حفظ كتاب الله، وعليه نتمنّى أن تتلطف في التعامل مع أبنائك وتجتهد في التواصل معهم والوفاء بحقوقهم، والسؤال عنهم وإكرامهم، والاهتمام بهم؛ فإن هذا يؤثّر على الأبناء، وهم يستحقون هذا الاهتمام والرعاية منك، فإن الأبناء هم رأسُ مالنا في هذه الحياة.

إذًا نحن نرجّح أن تطالب بتنفيذ الصك الذي فزت به في المحكمة، وفي ذلك مصلحة للابن، وحماية للبنيات، وعونٌ لك على حسن التربية لابنك الكبير هذا الذي هو عنوان البيت، وأيضًا هذا قد يكون – كما أشرنا – وسيلة إلى قبولها بالشرط الثاني، وهو شرط مثالي، أن تكون في مكان قريب من بيتك الثاني حتى يسهل عليك رعاية ابنك والبنيات بين الفينة والأخرى.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجلب لك الاستقرار والسعادة، وأن يرد هذه الزوجة إلى الحق والصواب، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً