الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الواجب تجاه أبو الزوجة المسيء إلى بناته وأمهن؟

السؤال

السلام عليكم..

والد زوجتي متزوج بأخرى، ويعيش معها طول الوقت، وغير مهتم بزوجته الثانية في أي شأن، ويعامل زوجتي وأخواتها معاملة سيئة جداً، فهل يستمرون في الاتصال به رغم إحراجه لهم أكثر من مرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

فإن إساءة الوالدين لا تقابل بالقطيعة ولكن بالصبر والاحتساب والرغبة في ثواب الوهاب، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب فإنه ينسى ما يجد من الآلام، فاحرص على تشجيع زوجتك على الإحسان لوالدها والاهتمام بأمره، وثق بأن الله سوف يعوضكما على ذلك بأولاد بررة، ويرزقكما التوفيق في حياتكما.

ومهما فعل الوالد فإن ديننا العظيم يأمرنا بمصاحبته بالمعروف، حتى حين يأمر بالشرك الذي هو أعظم الذنوب فإننا لا نطيعه في معصية الله، ولكننا نؤدي حقه في حسن الصحبة والدعاء له بالخير والهداية، قال تعالى: (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ))[لقمان:15].

والإنسان يؤجر على تحمله للأذى من والديه، ومن هنا فأرجو أن يواصلوا الاهتمام بوالدهم والسؤال عنه مع محاولة الإصلاح بينه وبين والدتهم، ولن يكون ذلك صعباً إذا صلحت النيات بعد توجهنا إلى رب الأرض والسماوات، ولا شك أن كل أزمة لها أسبابها، وإذا عرف السبب بطل العجب.

ولاشك أن الإنسان يتأثر بالإحسان ويتغير كثيراً بالاهتمام به والوصال، والذي يؤدي حق والده يؤجر لأنه يقوم بواجب من واجبات الشريعة.

ونوصيكم بتقوى والحرص على طاعته والمداومة على ذكره، مع ضرورة اللجوء إليه فإنه يجيب من دعاه.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً