الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الشخصية وعدم القدرة على مواجهة الآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لي صديقةٌ تشكو من ضعف شخصيتها أمام الآخرين، حيث إنها لا تستطيع أن تواجه الآخر عندما يُخطئ في حقها، وإذا أرغمت نفسها على المواجهة سُرعان ما تبكي، وعند نهاية الموقف تكره نفسها وتلومها على هذا الضعف، فتبقى في صراعٍ مستمر مع ذاتها ومع الواقع، كما أنها لا تملك الثقة في نفسها، حتى في الامتحان تعتقد أن كل ما كتبته خاطئ لتفاجَئ في النهاية بعكس دلك.

أرشدونا جزاكم الله خيراً: كيف السبيل إلى اكتساب الثقة وتقوية الشخصية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ مديحة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على رسالتك وحرصك على صديقتك.

ما يُسمى بضعف الشخصية متعدد الأسباب، فهو كثيراً ما يعتمد على التنشئة أو البيئة، وربما تلعب الوراثة دوراً فيه، ولكن لا بد من التنبيه على أن الكثير من الناس لا يقدرون أنفسهم أو ذواتهم بالصورة الصحيحة، أي يقللون من قيمتهم الشخصية، مما يولد لديهم الاعتقاد بأن شخصياتهم ضعيفة.

هذه الأخت تحتاج إلى:

أولاً: يمكنك أن تقومي بدور الحوار المتصل معها، أي تقومي بتمثيل بعض المواقف معها، وتجعليها تكون هي المبادرة في المخاطبة والمخاطبة بقوة، هذه التمارين بينك وبين صديقتك يجب أن تكون بصفة يومية، حتى تتمكن صديقتك في نهاية الأمر بأن تلعب دور القيادة، وأن لا تكون هي الشخص المقاد.

هذا التمثيل العلاجي إذا طبق بالصورة الصحيحة سيكون مفيداً جداً لها.

الشيء الآخر هو أن تحاول صديقتك أن تعيد الثقة بنفسها، وذلك بأن تتحدث مع الآخرين وهي تنظر إليهم في وجوههم بقوة، وأن لا تستعمل الحركات الكلامية عن طريق اليدين مثلاً.

لابد لها -أيضاً- أن تركز وتحضر مواضيع بصورةٍ مسبقة قبل أن تدخل في نقاش مع الآخرين، فهذا يُسهل عليها كثيراً، ويجعل التخاطب أكثر سلاسةً، كما أنها تكون أكثر طمأنينة.

العلاج الدوائي يلعب دوراً مفيداً في هذه الحالات في الوقت الحاضر، وهنالك دواء يعرف باسم زيروكسات يعطي الكثير من الطمأنينة في المواقف الاجتماعية، والتي تتطلب التواصل مع الآخرين، والجرعة التي أنصح بها لصديقتك هي نصف حبة يومياً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى حبةٍ كاملة، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً.

أرى أن تطبيق النصائح السلوكية السابقة مع تناول العلاج سيكون مفيداً جداً لصديقتك إن شاء الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً