بسم الله الرحمن الرحيم

أعاني من الخوف من الناس، عند مواجهة المجتمع يصيبني الخوف من أن يعتدي علي أحدهم، حتى وإن كان أصغر مني سناً وقوة، لذلك أفضل دوماً البقاء في المنزل على الخروج مع أصدقائي، كذلك أخاف من الركوب في المصعد؛ نظراً لأنه تعطل مرة وأنا في داخله في الطابق الثاني فأصبحت أوسوس دائماً بسقوطه، وأتفادى الأماكن التي بها مصاعد كهربائية.

أعود إلى النقطة الأولى وهي الخوف من المواجهة، ما يقلقني أكثر هو عندما تطلب مني خطيبتي الخروج مع بعضنا أسعى دوماً لتعطيل هذه الفسحة؛ نظراً لأني أخاف أن يعتدي علي أو عليها أحد ما؟

أرجوكم مساعدتي للخروج من هذه الأزمة، أثابكم اللــه.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / منجى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي السائل! إن الخوف أو ما يسمى في مصطلح علم النفس المرضي بالفوبيا أو الرهاب تتميز بما يسود صاحبها من خوف مرضي شبيه بالرعب ليس له أي مبرر واقعي أو منطقي، وكما تقول أنك تخاف من ركوب المصعد فهذا ما يسمى بكلوستروفوبيا، وهو الخوف من الأماكن المغلقة والأماكن الضيقة، وهذا الأمر إذا لزمك طول الوقت تستطيع أن تراجع طبيباً نفسياً في منطقتك حتى يعمل لك بعض الجلسات النفسية من أجل تغيير سلوكك.

أما فيما يخص الخوف من مواجهة الناس، فهذا سببه الخجل، وتستطيع أن تتغلب على هذا الخجل، ويتطلب منك شيئان اثنان هما:

1- الوعي بذاتك: أي لابد أن تكون مقدراً تماماً لقدراتك ومهاراتك؛ حتى لا يكون هناك شعور كاذب بالنقص، ولابد أن تكون لديك صورة حقيقية عن نفسك دون مبالغة.

2- قوة الإرادة: يجب أن تتحلى بقوة الإرادة والتصميم على مواجهة الناس، والاندماج معهم، وهذا مما يزيدك الثقة بنفسك تدريجياً، وتتخلص من الخجل بإذن الله تعالى.

ويجب أن يكن إيمانك ويقينك بالله تعالى قوياً، واطلب منه المساعدة والعون على أن يوفقك، وحاول أن تبتعد عن الأفكار السلبية، ودائماً اترك عنك الأفكار الإيجابية، وكن فعالاً في المجتمع، وحاول أن تواجه الناس ولا تترك لنفسك الانهزامية والخذلان.

تعلم الحوار مع الغير، وتحكم في حديثك، ولا تتضايق من النقد، ولا تصر على الخطأ، وكن عصرياً، وحاول أن تعرف مدى علاقتك مع الغير، وكن واضحاً في تعاملك مع الناس، فكل هذه الخطوات ستجعلك تتغلب عن الخوف وعن الخجل، وتستطيع أن تواجه الناس وتتآلف معهم، وبالله التوفيق.