الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير أخلاق الزوجة مع أهل الزوج

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ أربع سنوات، ولي من زوجتي ثلاثة أولاد، وأنا أعمل خارج بلدي، وأنا متفاهم مع زوجتي إلى أبعد الحدود، ولكن إذا عدت إلى بلدي في الإجازة الصيفية، أذهب إلى بيت العائلة الذي فيه أخوان لي متزوجان ويسكنان في نفس الدار، والعائلة كلها متفاهمة تقريباً، فعند وصولي إلى بيت العائلة فإن زوجتي ترفض مساعدة زوجات إخوتي أو تعمل معهن بشكل بطيء ولامبالاة.
وهذا الوضع منها يزعجني كثيراً، بل ويحرجني أمام عائلتي، وقد حاورتها كثيراً حول هذا الموضوع منذ أربع سنوات، وتقتنع مني، ولكن إذا عدنا في الإجازة الأخرى إلى البيت العائلي، عادت على ما كانت عليه، وبسببها أصبحت أشعر بغضب الوالد والعائلة مني، حتى أني الآن أفكر في طلاقها بشكل جدي.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
إذا كنت متفاهما مع زوجتك لأبعد الحدود، فاحمد الله الذي وفقك لهذا الخير، واسأله تمام نعمته عليك، فإنه الوهاب الودود، واطلب من زوجتك أن تراعي الآباء والجدود، وأن تركز على الأدب مع أهلك وتحترم المواثيق والروابط والعهود، ولا تقصر أنت كرجل في الإحسان إلى أهلها واحترم مشاعرها.
واعلم أنه إذا عُرف السبب بطل العجب، وسَهُل علينا إصلاح العطب، فربما كان في البيت من يضايقها، خاصة مع وجود زوجات الإخوان، ولا تستعجل في أمر طلاقها، فقد يكون السبب هو الحسد والمعاملة السيئة والتآمر عليها، وانتبه لمستقبل الأولاد، فإنهم يتضررون جداً من طلاق أمهم، وليس من مصلحتك طلاق زوجتك المتفاهمة معك، الناجحة في حياتها، والعبرة باحترامها لوالديك، أما زوجات الإخوان فالأمر فيه سعة.

وأرجو أن تعرف الأسباب، فقد تكون الطباع مختلفة وفي النفوس أشياء، فابحث عن الصواب وتحرى الإنصاف، واصبر لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، واعلم بأنك ضيفٌ على أهلك، وسوف تعود مع أولادك إلى موقع عملك، وليست أدري كيف حالها وعملها عندما تكون في بيتها من حيث الخدمة لك ولأولادك ولأضيافك، فإن هذا هو المهم وهي مكلفة بخدمتك وحسن المعاشرة لك وحسن الإدارة لبيتها.

ولا مانع من مواصلة النصح لها ومحاورتها بلطف، حتى تخرج ما في نفسها، كما أن اقتناعها بكلامك يدل على أن فيها خيراً، وأن لها الرغبة في التغيير، فابحث معها في المعوقات والصعوبات التي تواجهها.

واحذر من ظلمها وتشتيت أولادها لمجرد تكاسلها في مشاركة زوجات الإخوان في الخدمة، واعلم أن هذه الاختلافات توجد في معظم البيوت التي توجد فيها أكثر من امرأة، فإن ذلك يدعو للاتكالية والتمرد في الخدمة، ونحن نتمنى أن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه.
واجتهد في إرضاء والديك، وأظهر لهم أحسن ما عرفت من طباع زوجتك، وانقل لهم مشاعرها الطيبة تجاههم، ولا تدافع عن أخطائها إن وجدت، وقدم طاعة والديك، واطلب منها أن تتفهم الوضع، وتجتهد في الصبر، فإن الأيام معدودة، وخير للإنسان أن يترك ذكرى عطرة.
والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً