الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلص من الوسواس يكون بترك الاسترسال فيه

السؤال

السلام عليكم

أرجو المعذرة عن إزعاجي لكم، لقد نصحتموني ألا أسترسل مع الوسواس، وألا أفكر فيه، ولكم جزيل الشكر، لكن أريد أن أعرف هل أنا آثمة بسبب تمني الموت لشخص، تمنياً قلبياً، لم أنطق بالأمنية، هل يحاسبني الله على هذا التمني القلبي؟ لأني أعيش في تأنيب ضمير، وأخاف من عقاب الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُسعدك، وأن يجلب لك الطمأنينة والأمان.

نحن سعداء لاستجابتك لطلبنا بعدم الاسترسال مع الوساوس والمُضي معها، وإنما مقابلتها بالتجنب والإهمال والتغافل عنها، لحديث: (فلينته)، ثم تشغلين نفسك بالمفيد، والحمد لله أنت وجدت الثمرة، وستجدين الخير الكثير عندما تلتزمين بما طُلب منك، ونسأل الله أن يُعينك على الثبات والخير.

نبشرك بأن الله لا يُحاسبنا على ما تردد في نفوسنا، ما لم نحوله إلى عمل، ما لم نحوله إلى ممارسة، فهذا الذي حدث في نفسك من تمنّي الموت لشخص، لا تحاسبين عليه ولا تُسألين عنه، ولن يموت الإنسان إلَّا بالأجل الذي قدّره الله تبارك وتعالى عليه.

لا تقفي طويلاً أمام مثل هذه الأمور، وإذا حاول الشيطان أن يشغلك ويشتّت تركيزك - لأن هم الشيطان أن يُحزن أهل الإيمان، ويجعل الإنسان يُفكّر في أمور لا تقدّم ولا تؤخّر - فأشغلي نفسك بالذكر والاستغفار والإنابة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك ممَّا يُزعجُ عدوّنا، ولا تقفي طويلاً، ولا تستجيبي للأشياء التافهة التي يُحرّكها من أجل أن يشغلك عن الطاعات وعن الخيرات.

ارتاحي نفسياً، واطمئني، والإنسان دائمًا ينبغي أن يدعو لنفسه ولإخوانه ولأخواته، وهذا فيه المكافأة العظيمة له، وينال الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى، ويستفيد أيضًا.

إذا شعر الإنسان أنه ظلم إنسانًا مُعيَّناً أو قصّر في حقِّ إنسان مُعيَّن، فعليه أن يدعو لنفسه ويدعو لذلك الشخص، فإنه بحاجة إلى الدعاء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

عمومًا: لستِ آثمة، أبشري بالخير، واستمري على ما أنت عليه، وأشغلي نفسك بالطاعات والخيرات قبل أن يشغلك عدوّنا الشيطان بغيرها.

نسأل الله لنا ولك الثبات والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً