الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض نفسية غريبة لم يفد معها الدواء، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 25 سنةً، وزني 64 كيلوغراماً تقريباً، أعاني من القولون العصبي لمدة 10 سنوات تقريباً، ومنذ الطفولة وأنا أعاني من الخجل الشديد الذي أثر بشكل كبير على حياتي، وعند انتهائي من الدراسة أصبحت تأتيني أعراض غريبة؛ فعند مقابلة أناس غرباء يبدأ قلبي بالخفقان، مع رعشة في اليدين، وضيق في التنفس، ورعشة حول أنحاء فمي عندما أبتسم، وشعور غريب في أعصاب أسناني.

هذه المشاكل أثرت على حياتي الدراسية والمهنية؛ فأنا الآن بدون عمل، وأصبحت منعزلاً، أذهب للمسجد ثم أعود للمنزل، وكأن الجميع ينظر لي.

ذهبت لطبيبة نفسية قبل عامين في مستشفى عام، ووصفت لي دواء اكزيدب، ولم أتحسن، فانقطعت عن الدواء لمدة عام تقريباً.

أريد حلاً لهذه المشاكل، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Soufiane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

ليس لديك مشكلة كبيرة -بإذن الله-، وكما تفضلت وذكرت ربما يكون لديك بعض سمات الخجل والمخاوف منذ الطفولة، وهذه طبعاً قللت من كفاءتك النفسية، وجعلتك تحس بأعراض نفسوجسدية شديدة عند المواجهات، وهذا البعض يسميه بالرهاب الاجتماعي.

أعراض القولون العصبي غالباً هي أعراض نفسوجسدية، واسمه الصحيح ليس القولون العصبي، إنما القولون العصابي، يعني الناتج من القلق والتوتر، لذا نحن ندعو الناس أن لا يقلقوا، أن لا يتوتروا، وأن يحولوا قلقهم وتوترهم إلى قلق طبيعي، قلق مفيد، قلق إيجابي، ويكون ذلك من خلال: حسن إدارة الوقت، وأن يتجنب الإنسان الفراغ، وأن يمارس الإنسان الرياضة، وأن يمارس الإنسان التمارين الاسترخائية، وأن يجعل الإنسان لحياته أهدافاً، ويضع الآليات التي توصله إلى أهدافه، ولا بد أن تكون لديك مشاركات إيجابية داخل الأسرة، بهذه الكيفية -أيها الفاضل الكريم- تستطيع -إن شاء الله تعالى- أن تتخطى الكثير من هذه الأعراض.

وأنا أؤكد لك أن أعراض الرعشة والخفقان التي تحس بها، وضيق التنفس، ليست مكشوفةً لبقية الناس، لا أحد يطلع عليها، هي أعراض خاصة بك أنت، أنت الذي تحس بها، وأؤكد لك أن شعورك بها أيضاً فيه نوع من التضخيم والمبالغة، فهي أقل مما تتصور هكذا أثبت العلم.

أنا -إن شاء الله تعالى- سوف أصف لك دواءً ممتازاً جداً، يساعدك كثيراً في التخلص من هذه الأعراض، لكن أريدك أن تحسن الدافعية عندك من خلال المواجهات، وأن تجعل حياتك فعالة، الدواء يعرف باسم زيروكسات سي أر، واسمه العلمي باروكستين سي أر، أريدك أن تبدأ فيه بجرعة 12.5 مليجرام، تتناولها يومياً لمدة شهر، ثم تجعل الجرعة 25 مليجرام، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر.

ثم تنتقل إلى الجرعة الوقائية: بأن تخفض الجرعة إلى 12.5 مليجرام يومياً، لمدة أربعة أشهر، وهذه ليست مدةً طويلةً أبداً، بعد ذلك اجعل الجرعة 12.5 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم اجعلها 12.5 مليجرام مرةً واحدةً كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا دواء سليم وفاعل، وليست له آثار جانبية -إن شاء الله-، ربما يزيد الوزن عندك قليلاً، أو ربما تزيد رغبتك في تناول الحلويات أكثر، ويمكنك أن تتحكم في ذلك.

وبالنسبة للمتزوجين أيضاً: ربما يؤخر القذف المنوي قليلاً عند الجماع، لكنه لا يؤثر أبداً على الصحة الإنجابية أو الذكورية عند الرجل.

هذا هو الذي أود أن أعرضه عليك، وأوضحه لك، فحالتك حالة قلق ورهاب اجتماعي بسيط، وأرجو أن تقحم نفسك في المواقف، احرص على مقابلة الضيوف داخل منزلكم، قم بواجباتك الاجتماعية، اذهب وزر أصدقائك وأرحامك، شارك في الأفراح كالأعراس مثلاً، امش في الجنائز، قم بزيارة المرضى؛ هذه -يا أخي- تعطيك ثقةً كبيرةً في نفسك، وتتخلص تماماً من الأعراض التي تعاني منها، وقطعاً الدواء سوف يساعدك كثيراً، لكن فعالية الدواء سوف تبدأ تقريباً بعد أربعة أسابيع من بداية تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأشكرك كثيراً على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً