الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اخترت وظيفة لا أتقنها ولم أتحسن خلال الفترة الماضية.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

اخترت العمل في تخصص ما في وظيفتي، لأنه يتيح لي فرصاً أكثر للمذاكرة والاطلاع، ومضى 3 سنوات، وأنا أعمل في هذا التخصص، لكن لا أتقنه، ولا أحسن أداءه مقارنة بزملائي.

أخاف أن ينسب هذا الأداء الضعيف إلى التزامي الديني، هل أترك هذا العمل، وأختار عملاً آخر أحسن القيام به، وإن لم يحقق لي نفس الشغف، أم أستمر على أمل أن تتحسن الأمور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مواجهتك لهذا التحدي تعكس وعيك وتفكيرك العميق بمسار حياتك المهنية، إليك بعض النقاط التي قد تساعدك في اتخاذ القرار:

1- قم بتقييم أدائك بشكل دقيق، هل ترى أنك بالفعل تضعف في الأداء بسبب التركيز على المذاكرة والاطلاع، أم هو مجرد شعور؟ أحيانًا، قد نكون أكثر نقدًا لأنفسنا من اللازم.

2- إذا كنت قلقًا بشأن أدائك، فقد يكون من الجيد التحدث مع مديرك أو المشرف عليك للحصول على تقييم حقيقي لأدائك، ومعرفة ما إذا كنت تحتاج إلى تحسين مهارات معينة.

3- من المهم جدًا أن نجد التوازن بين العمل واهتماماتنا الشخصية، إذا كنت تجد صعوبة في التفرغ لوظيفتك بسبب وقت الدراسة والمذاكرة، فربما تحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياتك.

4- إذا كنت تفكر في تغيير الوظيفة، فاحرص على التحقق من الفرص المتاحة لك قبل اتخاذ القرار، هل هناك وظائف أخرى تتوافق مع مهاراتك وتقديرك لنفسك؟

5- من المهم أن نتذكر أن الالتزام الديني لا يجب أن يكون عائقًا أمام التميز المهني؛ في الواقع، يمكن للالتزام الديني أن يكون دافعًا قويًا لنجاحك في الحياة المهنية والشخصية.

كأننا فهمنا من سؤالك أنك تقرأ الكتب الدينية أثناء العمل، وأن هذا الأمر قد يفهمه أصحاب العمل على أنه السبب في تدني أدائك في العمل، إذا كان ما فهمناه صحيحاً فسنضيف لك بعض النصائح:

- حاول تخصيص أوقات محددة للقراءة خارج ساعات العمل، يمكن أن تكون هذه الأوقات خلال استراحة الغداء أو قبل بدء العمل أو بعده.

- إذا كان لديك كتب دينية ترغب في الرجوع إليها خلال اليوم، فحاول أن تحتفظ بها في مكتبك، ولكن اجعلها خارج نطاق الرؤية المباشرة؛ لتجنب التشتت أثناء أوقات العمل.

- استخدم تقنيات إدارة الوقت، مثل تقنية "بومودورو"، حيث تعمل بجدية لمدة 25 دقيقة متواصلة، ثم تأخذ استراحة قصيرة لمدة 5 دقائق، خلال هذه الاستراحة يمكنك أن تقضي بعض الوقت في القراءة أو الاطلاع.

- حاول تحديد ما إذا كانت القراءة أثناء العمل تساهم في تحقيق أهدافك المهنية والشخصية، أو إذا كانت تعوقك.

- إذا كنت تشعر أن زملاء العمل أو المشرفين لديهم ملاحظات بشأن انشغالك بالقراءة، فتحدث معهم واشرح لهم أهمية هذا الاهتمام بالنسبة لك، وكيف يمكنك العمل معًا لضمان أداء عمل فعال.

- حاول أن تجد التوازن المثالي بين العمل وشغف القراءة، قد تجد أن تخصيص وقت محدد للقراءة بعد ساعات العمل، أو خلال عطلات نهاية الأسبوع، يمكن أن يكون أكثر فعالية وراحة لك.

المفتاح هو تحقيق التوازن بين العمل والشغف، وذلك باستمرار في تقييم الأولويات، والبحث عن الطرق التي تتيح لك الاستفادة القصوى من كل جانب من جوانب حياتك، (قد جعل الله لكل شيء قدرا).

في النهاية القرار يعود إليك، الاستمرارية والصبر قد تجلب لك التحسين المرجو، ولكن في الوقت نفسه، إذا شعرت أنك في مكان لا يناسبك، فقد يكون من الأفضل البحث عن فرصة جديدة تتوافق أكثر مع مهاراتك وشغفك.

يسر الله أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً