الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس النية أتعبني ..فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدايةً أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

كيف أتخلص من الوساوس التي تنتابني وخاصةً في النية؟ فلم أكن أظن يومًا أني سأعاني من وسواس النية في حياتي؛ لأني أعلم جيدًا معنى النية، وأن محلها القلب، ولكن الآن الأمر اختلف، فقد صرت أوسوس فيها؛ فمثلاً: أنا لا أشرع في الوضوء مباشرةً، بل أنتظر قليلاً حتى أتأكد أني نويت، ومشكلتي أني كلما تخلصت من وسواس معين أصبت بآخر، وهكذا.

ثانيًا: أرجو أن تقدموا لي نصيحةً بخصوص الالتزام بمراجعة القرآن، فأنا لا ألتزم بورد معين، وخاصةً الآن مع ظروف الدراسة، وأخاف أن أنسى ما حفظت، فأنا أحفظ ما يقارب 33 حزبًا.

بارك الله فيكم، وجزاكم خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يَمُنَّ عليك بعاجل العافية والشفاء من الوسوسة.

ثانيًا: نحن نُدرك -أيها الكريم- مدى المعاناة التي تعيشها بسبب هذه الوساوس، ونصيحتنا لك أن تكون جادًّا في تنفيذ ما يُسدى إليك من النصائح والتوجيهات؛ لتتخلص من هذه الوسوسة، وتُريح نفسك من شرِّها.

ثالثًا: هذه الوساوس علاجها الأمثل والأفضل هو ما وجّه النبي -صلى الله عليه وسلم- من عدم الاشتغال بها، وعدم المبالاة بأسئلتها، وتحقير موضوعها، وبذلك يسهل على الإنسان أن يلتفت عنها إلى غيرها.

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى الموسوس بقوله: (فليستعذ بالله ولينتهِ)، أي يكفّ ويترك الاسترسال مع الوساوس، فلا يُجيب عن أسئلتها، ولا يعمل بمقتضاها، ووسوسة النية نوع من هذه الوساوس، فلا يُتصور أبدًا أن يفعل الإنسان الشيء بغير قصدٍ ولا نيّة، فإذا جاءك الشيطان وقال لك: (لم تنو) فلا تستجب لهذا الوسواس، واستمر فيما أنت فيه من العمل؛ فالنية محلُّها القلب، وهي القصد، أي: بمجرد أن يعرض للإنسان في قلبه أنه سيفعل كذا فهذه هي النيّة، فلا يُتصور أن تكون صلَّيت وأنت لم تنو الصلاة، ولا يُتصور أن تتوضأ وأنت لم تنو الوضوء، وهكذا.

فهذا هو العلاج الأمثل للوساوس، كن جادًّا في امتثال هذا، وإذا صبرت على هذا الطريق فإنك ستتخلص منها عن قريبٍ -بإذن الله تعالى-.

أمَّا موضوع مراجعة القرآن: فنشكر لك اهتمامك بمراجعته وإتقانه؛ فإن الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، كما جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومراجعة ما حفظته من القرآن أمرٌ سهلٌ يسيرٌ -أيها الحبيب- ينبغي فقط أن تنظم وقتك، وترتّب أعمالك، وتجعل للقرآن حصّةً في برنامجك اليومي، فإذا فعلت ذلك تيسّر لك الأمر.

اجعل قراءة صفحتين من القرآن -مثلاً- مرتبطة مع كل صلاة من الصلوات الخمس، فإذا فعلت ذلك فإنك ستقرأ نصف جزء مع الصلوات، أي قبل الصلاة أو بعد الصلاة، واجعل كذلك بعض الصفحات لقراءتها في صلاة النوافل، وأنت تركع ما لا يقل عن عشر ركعات نوافل مع الصلوات، فإذا قرأت في كل ركعة نصف صفحة -على أقل تقدير-، فإنك ستكون بذلك قد قرأت خمس صفحات في النوافل المرتبطة بالصلوات، فإذا صليت نوافل أكثر من ذلك، وقرأت فيها شيئًا، فإنك ستقرأ مقدارًا أكبر من ذلك.

واجعل حصةً من قراءة القرآن ولو يسيرةً قبل نومك، فإذا رتبت برنامج عملك تيسّر لك مراجعة ما حفظته من القرآن، نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير.

وخير ما نوصيك به التوجُّه إلى الله تعالى، وسؤال الله باضطرار أن ييسّر لك الخير، ويُعينك على الطاعات.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً