بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله خير الجزاء على هذه الاستشارات الطيبة، أما بعد:

منذ أربع سنوات وأنا أشكو من ألم وعدم ارتياح في أعلى الظهر، وأحس أنه يتوافق مع ألم في المعدة، حتى أنني ذهبت إلى مستشفيات عديدة، وعملت منظاراً، وكانت النتيجة سليمة، وأخذت أدوية لكن دون جدوى، علماً بأنني أشكو من حالات نفسية مثل الرهاب الإجتماعي والخوف والفزع. أفيدوني جزاكم الله خيراً، وما العلاج الذي تنصحونني به؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فهذه الآلام التي تنتابك في الظهر والمعدة، فيما أرى أنها ذات منشأ نفسي، وهنالك علاقة وطيدة بين القلق النفسي، خاصة ما يعرف بالقلق النفسي المقنّع، أي الذي لا يظهر في أعراض نفسية كبيرة، إنما يظهر في شكل أعراض جسدية، مع وجود بعض المخاوف والتوتر، وهذا هو الذي ذكرته في رسالتك.

حالتك أيها الأخ الفاضل تأتي وتشخص تحت مجموعة ما يعرف بالعصاب النفسوجسدي، وعلاجه -إن شاء الله- بسيط جدّاً، ويتمثل في ضرورة ألا تكتم الأشياء في داخلك، خاصة الأشياء التي لا ترضيك، عليك أن تروح وتفرق ما بداخل نفسك؛ لأنه يعتقد تماماً أن الكتمان يتحول إلى نوع من الاحتقان، وهذا يظهر في شكل أعراض جسدية كالآلام، وأعراض نفسية كالقلق والخوف.

ثانياً: تعتبر الرياضة من الأساسيات الضرورية جدّاً لعلاج القلق والتوتر والرهاب، فأرجو أن تحرص على ذلك يا أخي، وأفضلها بالطبع رياضة المشي.

ثالثاً: الرهاب والمخاوف والفزع تعالج بالمواجهة والإصرار على المواجهة، والمواجهة يمكن أن تكون أولاً في الخيال، أي أتخيل موقفاً اجتماعياً كبيراً، تكون فيه أنت بصفة الشخص الذي ينتظره الآخرون، وكلفتَ بمهام قيادية كاستقبال ضيوف، أو إلقاء محاضرة أمامهم، أو القيام بالصلاة بهم جماعة في مسجد كبير.

تأمل هذه المواقف بشدة ودقة وتمعن، وفترة زمنية كافية لا تقل عن نصف ساعة يومياً لمدة أسبوعين، صدقني بعد ذلك سوف تجد أن المخاوف أصبحت تقل، ويجب أن تصحب ذلك بالتطبيق، أي أَقدم على مصادر خوفك بصورة تدريجية.

رابعاً: هنالك أدوية فعالة وممتازة وطيبة جدّاً لعلاج حالتك، أفضلها العلاج الذي يعرف باسم سبرالكس، أرجو أن تتناوله بجرعة 10مليجرام (حبة واحدة) يومياً بعد الأكل، ويفضل أن تتناوله ليلاً، ومعه دواء آخر يعرف باسم دوجماتيل Dogmatil وجرعته هي 50 مليجرام، صباحاً ومساء، ومدة العلاج هي ثلاثة أشهر بالنسبة للدوائين.

وبالله التوفيق.