الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أستطع أن أوفق بين زوجتي وأختي.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تزوجت وأهلي رفضوا الزواج من أهل البنت لأسباب عرقية، حاولت أن أقنع أمي وأبي، -والحمد لله- تم الزواج، لكن أخواتي رفضن تمامًا حتى مباركة الزواج لي.

٦ سنوات من زواجي وأنا مقيم بالخارج، زوجتي تعامل أمي وأبي معاملة طيبة، وكل مرة تأتي أمي لزيارتنا، ولم تحصل مشكلة أبدًا، هذه المرة أمي مرضت جدًا، وكانت تحتاج الرعاية، وزوجتي لم تقصر وأنا كذلك، لكن أمي تقول إنها تريد أن تأتي ابنتها -أي أختي- إليها، لكن زوجتي رفضت دخول أختي إلى المنزل بسبب القطيعة التي بينهما والتي استمرت فترة ٦ سنوات، وأمي تحتاج إلى الرعاية الكاملة!

ماذا أفعل؟ لا أعرف! أريد حلاً، حاولت أن أصلح بينهما، ولكن كل شخص يصر على رأيه سواء زوجتي أو أختي، حتى الأهل تدخلوا لحل المشكلة، لكن دون جدوى.

الآن أمي تحتاج الرعاية، وجزاكم ربي كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُصلح ذات بينكم، وأن يُصلح بالكم، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

ولقد أحسنت أنت والزوجة بالإحسان إلى الوالدة والقيام بالواجب تجاهها، ونتمنّى أن تُكملوا هذا الإحسان بالعفو عمَّن قصّروا في حقكم، وأرجو أن تقول لزوجتك وتُبيّن لها أنك مُقدّرٌ لظرفها، وأنك سعيد بتجاوبها معك، واحترامها لوالدة الجميع، وأنك تنتظر منها العفو؛ ليس لأنهم لم يُسيئوا؛ ولكن لأننا نريد أن نكون دائمًا على أعلى درجات الإحسان، والإنسان يعرف قيمة الإنسان لمَّا يُعاشره.

وعليه أرجو أن تجتهد مع الزوجة، والزوجة دائمًا تحتاج إلى دعم معنوي، والاعتراف بفضلها، والشكر على ما قامت به، وبعد ذلك دعوتها إلى أن تكون الأفضل دائمًا، حتى إذا كان هناك خصام فإن الشريعة تقول: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، بيّن لها أنها متميزة، وينبغي أن تظلّ في هذا التميّز، وهذا التميز لن يكتمل إلَّا أن نبادر بالعفو والصفح عمَّن قصّر في حقنا، والثواب عند الله تبارك وتعالى عظيم.

لذلك أرجو أن يكون هذا هو المنطق الذي تُكلّم به الزوجة، وهي صاحبة فضل، وبيِّن لها أن هذا سيزيد من مكانتها عند الوالدة وعندك أيضًا، وسيعرف هؤلاء تقصيرهم، هؤلاء الذين قصّروا في التعامل معك، ولا شك أنهم أخطأوا بهذا؛ لأن قضية الزواج أنت صاحب القرار فيها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا دائمًا على الخير.

من المهم أيضًا أن تنقل المشاعر الإيجابية والكلمات الجيدة التي سمعتها من إخوانك عن زوجتك وعنك، هذا كله من الأهمية بمكان؛ لأن الإنسان ينبغي أن ينقل خيرًا ويُنمي خيرًا، والكلمة القبيحة ينبغي أن يُخفيها، ولا تعطوا فرصة لمن يريد أن ينقل الكلام السالب، ولكن اجتهدوا في أن يكون الكلام المنقول هو الكلام الجميل والجميل فقط، وهذا له أثر كبير في تأليف القلوب وتقريب المسافات بين زوجتك وبين إخوانك وأخواتك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً