الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي عبارة عن كابوس بسبب التأتأة والتلعثم في الكلام!

السؤال

السلام عليكم
أنا ذكر، عمري ١٦ عاماً، مشكلتي بدأت منذ الصغر، وهي التأتأة والتلعثم في الكلام، ولم أعط لها اعتباراً كبيراً، وفي آخر ٣ سنين تغير الموضوع إلى صعوبة في نطق بعض الحروف، وصعوبة في بداية الكلام، حتى وصل الحال بصعوبة نطق اسمي عندما يسألني أحدٌ عنه، ويكون في انتظار الرد أو في وسط مجموعة من الطلاب حولي، وأشعر بأنه كابوس!

مع العلم أنني في حياتي الطبيعية لا يوجد عندي مشاكل تذكر في الكلام، لكن مشكلتي هي عند سؤال أحد، أو عندما ينتظر مني شخصٌ الرد، أو في بداية الكلام في المحلات مثلاً، أشعر حينها بأن الحروف لا تخرج من فمي، ونفسي ينقطع، وجسمي يشد بقوة، وأحياناً تصل إلى تشنجات في الوجه من قوة الضغط.

مع العلم أنني جربت اليوجا، والتنفس بشكل منتظم، ولم تنفع!

أرجو النصيحة؛ لأن حياتي حالياً عبارة عن كابوس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -بني- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

وقد آلمني ما وصفت من أن حياتك أصبحت كابوساً، ولكن ما سأذكره لك سيخفف عنك هذا كثيراً -بإذن الله عز وجل-.

بني: إن ما تعاني منه هو بالأساس -ومن خلال قراءتي تفاصيل سؤالك- الرهاب الاجتماعي؛ حيث تشعر بالتوتر والقلق من خلال تواصلك مع الناس، وخاصة بين مجموعة من الناس، كالطلاب أو عندما تخاطب شخصاً لا تعرفه ويسألك فجأة عن اسمك أو سؤال ما؛ فيتلعثم عندك الكلام ليس لأن عندك اضطراباً بالكلام والنطق، وإنما هو بسبب هذا الموقف المربك الاجتماعي.

أخي الفاضل: كثيرٌ من الناس يعانون من الرهاب الاجتماعي، بل هو أكثر أنواع الرهاب انتشاراً بين الناس، إلا أن الكثير منهم لا يتحدثون عنه محاولين تجاوزه، وإن فهمك لهذا سيعينك كثيراً؛ فالتركيز يجب أن لا يكون على موضوع الكلام والنطق، ويبدو من خلال سؤالك أن نطقك سليمٌ بشكل عام، مع بعض التأتأة التي شعرت بها ربما في الصغر، ولكن الموضوع هو موضوع التوتر والرهبة الاجتماعية عندما تتواصل مع الناس، وخاصة بين جمع من الطلاب.

هنا -بني- أرجو أن تنتبه إلى أن تجنب مواجهة الناس والحديث معهم لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها تعقيداً، عكس التجنب هو المواجهة، فاحرص على مواجهة الناس، وأن تلقي بنفسك في هذه الفجوة، وتحاول التحدث والإجابة على الأسئلة، صحيح سيكون هناك بعض التوتر والصعوبات في البداية، إلا أنك لا شك عندي -بإذن الله عز وجل- ستتكيف وتتأقلم مع هذا حتى يذهب هذا الرهاب الاجتماعي كلية، وخاصة أنك في هذا العمر اليافع من الشباب، فأمامك فترات طيبة لتتخلص من هذه الرهبة الاجتماعية، داعياً الله تعالى بتمام التوفيق والسداد.

إذا طالت المعاناة ولم تجد تحسناً، أو وجدت صعوبةً في هذه المواجهة، فلا ضرر أن تستشير أحد الأخصائيين النفسيين في عيادة نفسية ليعينك على تجاوز هذا، ويمكنك أيضاً أن تتحدث مع الأخصائي النفسي الموجود عندكم في المدرسة؛ فالكثير من المدارس فيها أخصائي نفسي يفيد الحديث معه قبل العيادة النفسية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً