الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يطاردني الضيق بسبب مكوثي في البيت دون وظيفة!

السؤال

بسبب أن عائلتي كانت تمانع أن ألتحق بوظيفة بعد تخرجي من الجامعة، ومنعهم لي من تقديم ملفي لأي جهة، شعرت بالإحباط والاكتئاب، شعرت بأن كل جهود السنين الماضية هُدرت، وبل وتمادى بي الأمر -والعياذ بالله- أن أشعر أن الله لم يستجب دعائي؛ مما أشعرني بالغضب!

استمررت أدعوه وأصلي وأبكي، إلى أن عُرضت عليّ وظفية من طرف أحد المعارف -وسبحان الله- وافق الأهل عليها، لكن لم أكلل بالتوفيق فيها؛ كنت محاطةً ببيئة عمل سامةٍ وزميلات مؤذيات، كنت أعود يومياً من العمل والدموع على خدي إلى أن تركته بعد عام، وها أنذا أجلس في البيت والضيق يطاردني، أشعر أني غير موفقة -والعياذ بالله- وأشعر أني أصاب بالضجر سريعاً من البلاء، فماذا أفعل حتى يرضى الله عني ويوفقني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشعر بمدى الإحباط والصعوبات التي مررتِ بها، الحياة أحياناً تحمل لنا تحديات قد تبدو صعبة، لكنها في الواقع تحمل في طياتها فرصاً للنمو والتطور الشخصي.

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في هذه المرحلة:

1. حاولي النظر إلى التجارب التي مررت بها على أنها دروس تعلمتِ منها، وليست إخفاقات، كل تجربة تمرين بها تزيدك خبرة وقوة.

2. الصبر على البلاء والتسليم بأن كل شيء يحدث بأمر الله وحكمته يمكن أن يخفف من شعورك بالإحباط، تذكري أن الله يبتلي من يحب ﴿ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفُورُ﴾ [الملك ٢].

3. الدعاء والتقرب من الله -عز وجل- والثقة في أنه سيستجيب لكِ بالوقت المناسب، قد يكون ما تمرين به الآن هو إعدادك لشيء أفضل، فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- وأبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- مرفوعاً: «ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يَدْعُ بإثم، أو قطيعة رحم»، فقال رجل من القوم: إذا نُكثِر قال: «اللهُ أكثر». رواه الترمذي.

4. لا تتوقفي عن البحث عن فرص عمل جديدة، قد تكون التجربة السابقة قاسيةً، لكنها ليست النهاية، كل تجربة جديدة تحمل معها إمكانيات جديدة.

5. استغلي هذه الفترة لتطوير مهاراتك وقدراتك، يمكنك أخذ دورات تدريبية أو حضور ورش عمل تساعدك في تحسين سيرتك الذاتية.

6. حاولي بناء شبكة علاقات مهنية؛ فالعلاقات الجيدة قد تفتح لكِ أبوابًا لفرص عمل جديدة.

7. إذا استمرت مشاعر الإحباط والضيق، قد يكون من المفيد استشارة شخص مختص يمكنه مساعدتك في التعامل مع هذه المشاعر.

تذكري دائماً أن الله مع الصابرين، وأن كل تجربة في حياتنا تحمل معها حكمةً وعبرةً، كوني واثقة بأن الله لن يضيع تعبك وسيكافئك على صبرك وجهودك.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً