الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوجتي بعد اكتشاف حسابها القديم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوج منذ 7 أشهر تقريباً، بعد العقد طلبت منها حسابها على برنامج (الفيسبوك)، فقامت بإعطائي حسابًا جديدًا غير مستعمل، وعند البحث وبعد توفيق من الله، اكتشفت حسابها القديم وأنها على تواصل مع رجل وتتفاعل مع صورته الشخصية ومنشوراته، عند مواجهتها بالأمر أنكرت أولاً، فعرضت الأدلة والصور، ثم اعترفت بخطئها وقالت: إنها لن تعيد الكرة، ولا أعلم هل هذا خوف من الفضيحة، أم توبة حقيقية؟

مع العلم أن الفتاة لا ترتدي النقاب الشرعي ولا تقتنع به، ولكنها من عائلة محترمة، مع العلم أنني لا أريد أن أفضحها أمام أهلي وأهلها، فبماذا تنصحونني، بارك الله فيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fares حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نشكر لك – أيها الحبيب – حرصك على الستر على هذه المرأة، وهذا من العمل الصالح الذي يُقرّبك إلى الله تعالى ويجزيك به ربُّك مثل ما فعلت، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ستر مسلمًا ستره الله)، فاثبت على ما أنت عليه من الستر على زوجتك وعدم فضحها.

ونصيحتنا لك أن تسعى في إصلاحها ونصحها، وأن تُعطيها فرصةً لإصلاح نفسها، مع إحسان الظنّ بها، وحُسن الظن لا يعني عدم المراقبة والمتابعة والقيام بما ينبغي لنا أن نقوم به، فإن الله -سبحانه وتعالى- جعل القوامة بيد الرجل؛ لأنه هو الآمر الناهي في الأسرة، ويجب على المرأة أن تُطيع زوجها، فينبغي لك أن تمارس هذا الدور على وجهٍ ينفعك وينفع زوجتك وأسرتك.

فينبغي أن تسعى جاهدًا – أيها الحبيب – في إصلاح زوجتك بالنصح والوعظ والتذكير، مع المراقبة والمتابعة لتصرفاتها، وتجنيبها الوسائل التي تُفسدها، وينبغي أن تجعل من هذه الحادثة مبرّرًا ومسوّغًا لما تتخذه من إجراءات في إصلاحها، والظنُّ أنها تستجيب لهذا إن كانت صادقةً.

ومن الوسائل النافعة – أيها الحبيب – أن تسعى لرفع مستوى الإيمان وزيادته في قلب زوجتك، فإن الإيمان هو القيد الحقيقي عن المحرمات، وهو الذي يغرس في الإنسان مراقبة الله تعالى في السرِّ والعلن، فالتذكير بالله -سبحانه وتعالى- وبالآخرة والجنّة والنار والحساب والجزاء؛ التذكير بهذه المعاني يقوي في الإنسان العزيمة على الرشد، ويمنعه من الانجرار وراء نزغات الشيطان.

فحاول أن تُسمع زوجتك المواعظ الحسنة التي تُذكِّرُها بهذه المعاني، وحاول كذلك أن تربط علاقات أسرية مع الأسر التي فيها نساء صالحات، فإن الإنسان يتأثّر بمن يجالسونه.

هذه الجهود – أيها الحبيب – حين تبذلها هي جهودٌ متعددة الأجور إن شاء الله، ففيها النهي عن المنكر، ودعوة إنسان مسلم، ومحاولة إصلاحه، وفيها الحفاظ على الأسرة، والقيام بحق الزوجة، وغير ذلك، وكلها عبادات يحبها الله تعالى ويرضاها.

احتسب أجرك على الله واستمر في هذا الطريق، وسنسمع منك بإذن الله تعالى في المستقبل أخبارًا حسنة عن صلاح أحوالك وأحوال زوجتك.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات