الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مراسلة من تقدم لخطبتي قديماً لإبداء الرغبة والموافقة.. ما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد استشارتكم في المسألة التالية من فضلكم، ما رأيكم في إرسال امرأة رسالة لرجل لإعلامه أنه لا مانع لديها من إعادة فتح موضوع الزواج بخطبة شرعية؟

علماً أنه سبق وعرض عليها رغبته في خطبتها منذ سنوات، ولم يتم الأمر، بسبب عدم اعتبارها الزواج أولوية في ذلك الوقت، وانقطع التواصل بينهما من حينها، والغالب على ظنها أنه لم يتزوج بعد.

هل هذا الأمر فيه مخالفة شرعية؟ وهل يتنافى مع الثقة في الله والإيمان بقضائه وقدره؛ حيث إن هذه الرسالة لن تغير شيئاً، سواء كان الرجل من نصيبها أم لم لا، فهل يفضل اتخاذ هذا السبب -أي إرسال الرسالة- أم لا يفضل؟

السبب الذي يدفعها للتمسك بهذا الشاب هو كونه ملتزماً بحدود الله فيما يظهر -والله أعلم-، ولا تجد في محيطها هذا النوع من الرجال، كما أنه لم يتقدم لها أحد منذ سنوات، والقلة القليلة التي أبدت رغبة في خطبتها في السابق كانت بعيدة عن الدين، بالإضافة لأنها لم ترتح لشخصياتهم ولا لأشكالهم الخارجية.

جزاكم الله خيراً، وهدانا وإياكم لما يحبه ويرضاه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويُرضّيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقرُّ به عينُك وتسكنُ إليه نفسك، وقد أصبت - أيتها البنت الكريمة - حين حرصت على أن يكون الزوج متديّنًا يقف عند حدود الله تعالى، فإن الحياة الزوجية بحاجة لاستقرارها ودوامها بعيش وهناء أن يكون الزوج بالوصف الذي وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (إِذَا ‌أَتَاكُمْ ‌مَنْ ‌تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ).

إرسال الرسالة إليه بإعلامه بأنه لا مانع لديك من الزواج به إذا خطبك من أهلك، ليس في ذلك ما يحرم شرعًا، ولكن مع ذلك يجب الحذر من أن يفتح الشيطان بابًا يجرّك من خلاله إلى الوقوع في بعض المخالفات الشرعية، وحتى لا يحصل هذا فإنه يُستحسن أن يكون هذا التواصل عن طريق أحد أقاربك من الرجال، أو أن تتواصلي أنت مع بعض النساء من أقاربه، وتعلميها بذلك، فإذا حصل هذا فإنك تكونين في مأمن -إن شاء الله تعالى- من أن يفتح الشيطان عليك بابًا مُغلقًا أنت في عافيةٍ من فتحه.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويُرضّيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً