الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني مع ابني على المستوى الدراسي، فانصحوني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله ..

أعانى من ابني كثيرًا على المستوى الدراسي، لا يفكر بالمشاركة، واهتمامه بالمدرسة قلَّ كثيرًا، ويتكاسل في الذهاب للمدرسة، هو في الصف السادس، ومتأخر في المنهج كثيرًا، وليس لديه معلومات بسبب إهماله في الدراسة، وكلما أنصحه بالمذاكرة لا يتقبل النصيحة أبدًا أو يسمع الكلام، ويوهمني أنه اقتنع به، ثم لا يفعل أي شيء، ولا يسعى هو للمذاكرة والاجتهاد.

أنا دائمًا أذكّره وأضغط عليه ليذاكر، ولا يضع لنفسه هدفاً واضحاً في حياته، وكلما جلسنا للمذاكرة يماطل ويضيع وقته، واذا جئنا للمذاكرة يضحك ويسخر، لدرجة أنني قلت له: إن شاء الله ستسقط (سترسب) وأكررها كثيرًا، وشعرت أن الكلمة جرحته كثيرًا، وخاصة أنه حساس جدًا.

استخدمت معه كل شيء بالنصح واللين، وفي بعض الأحيان من كثرة ضيقي منه أستخدم الشدة والكلام الغليظ، وأندم بعدها، طاقتي تستنزف معه كثيرًا بغير إرادتي، وأنا مضغوطة جداً في حياتي الشخصية والعملية والمادية والعامة، فأنا وحدي بعد الله سبحانه من يتولى مسؤوليته، أسأل الله أن يعينني على التربية الصالحة.

أفيدوني، جزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Om mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك ولابنك الصحة والعافية.

أولاً: الحمد لله على حرصك ومتابعتك لتعليم ابنك، وإن شاء الله لن يضيع هذا المجهود الذي بذلته وإن لم يُثمر حاليًا، فسيكون له أثره في المستقبل، والمهم هو ألَّا تيأسي، وواصلي التشجيع بقدر ما تستطيعين.

ثانيًا: ابنك في هذا العمر قد لا يُدرك أهمية التعليم كما يُدركه الكبار، وقد ينظر إلى الدراسة إلى أنها مشقّة وتعب، وتسلب منه رفاهيته ومتعة اللعب واللهو، ولذا ينبغي مراعاة إشباع حاجاته الأخرى في أوقاتٍ مُحددة ومعلومة لديه، لكي يطمئن، وتكون بمثابة التنفيس، وأنه غير محروم منها؛ فهذه لابد أن تثبت في عقلية الابن؛ بأنه يمكن أن يشبع رغباته في أوقاتٍ مُحددة ومعلومة.

ثالثًا: العمل على تحريك الدوافع الذاتية لدى الابن، بحيث يستجيب للمذاكرة بصورة تلقائية، ويبدأ هذا التحريك بمعرفة رغباته وآماله وطموحاته في الحياة، وما هي كيفية طُرق تحقيقها - حسب نظرته مثلاً -، وأن يُسأل هذا السؤال: ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟ ولماذا؟

ويمكن أن يُصحح مساره بطريقة عقلانية ومنطقية، وتبصيره بخيارات أخرى وإبراز أهميتها.

كما يمكن أن يُسأل عن الأشخاص الذين يقتدي بهم، أو الذين يكونون نموذجًا بالنسبة له، والذين يتمنَّى أن يكون مثلهم، وتعريفه بالطرق التي وصل بها هؤلاء، وإن لم تكن هنالك قدوة فنجتهد في خلق نموذج قدوة عن طريق سرد القصص، أو قصص العظماء بالتحديد، وإعطائه كُتيبات، أو أشياء مقروءة فيها قصص تناسب عُمره.

رابعًا: يمكن التدرُّج معه في إعطائه اختبارات دراسية بسيطة وسهلة في الاهتمام بالمواد التي يُحبها، ثم مكافأته بالأشياء التي يرغب فيها، سواء كانت مادية أو معنوية، ثم زيادة ذلك بالتدرُّج من حيث المضمون ومن حيث نوع المكافأة.

خامسًا: يمكن أن يتعلّم المذاكرة الجماعية إن كان هناك من أشخاص قريبين منه، يُذاكر معهم، أو تدعو الأسرة أصدقاءه ليدرس معه.

وأخيرًا نقول لك: الدعاء، ثم الدعاء، وندعو الله لهذا الابن أن يكون من المجتهدين والصالحين، وكذلك لابد أيضًا من معرفة إذا كانت هناك مشكلات نفسية غير معلومة، فلابد أيضًا من الكشف عنها، سواء كان عن طريق المدرسين أو عن طريق الأخصائيين الموجودين في المدرسة.

نسأل الله له التوفيق والنجاح والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً