الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بلع الريق بصورة مستمرة

السؤال

لقد أرسلت لكم رسالة تتعلق بشأن بلع الريق المتكرر، استشارة 249376 وقلت لكم بأني كنت أبلع الريق لمدة 9 سنوات، ولا أنتبه له وعندما وصلت إلى الجامعة، تعرضت للمضايقة بسببه، وحاولت التغلب عليه ولم أفلح!

وقد تفضلتم ببعض الاقتراحات، منها:
- تمارين الاسترخاء للرقبة، وقد فعلتها وأحسست باسترخاء في الحنجرة والرقبة.
- وأن أجلس لمدة 5دقائق دون أن أبلع الريق وأضيف الزمن، وقد وصلت إلى 25دقيقة، ويتجمع لعاب كثير.

وقد ذهبت عند طبيب، وقلت له: عندما أغلق فمي يتجمع لعاب كثير، فأعطاني عقار (ريني) وعقار (ليزو6 ) فنقصت كمية اللعاب، لكن عندما أجلس وأمتنع عن بلع الريق لا أتجاوز 15دقيقة، وإن لم أبلع تتحرك حنجرتي وحدها، وأتعب منها ويتجمع قليل من اللعاب.

أنا خائف! وأريد دفع طلب اجتياز امتحان الدخول، للعمل في شبابيك البريد، لكني خائف أن أتعرض للإهانة من الموظفين؛ بسبب بلع الريق لأنهم يقولون أن ذلك من العادة السرية.
إنني عندما أبلع ريقي أحياناً أحدث صوتاً، ولذا فليس عندي أصدقاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقة مما تلمسته من سؤالك، أنك قد تحسنت بعض الشيء، وهذا أمر طيب، -كما ذكرت لك- أعتقد أن هذه عادة مكتسبة سببت لك هذا النوع من القلق، وهي لا أعتقد أن الناس تلحظها بنفس المستوى الذي تتصوره، هذا أمر ضروري جدّاً.

الشيء الآخر الذي أرجوه، هو أن تستمر على العلاجات التي وصفها لك الطبيب.

الشيء الثالث: لا داعي مطلقاً للقلق من المستقبل، وأنا حقيقة تعجبت بعض الشيء لاعتقادك أن بلع الريق بهذه الصورة يعادل العادة السرية أو هو مرتبط بالعادة السرية، أرجو أن أؤكد لك تماماً أنه لا علاقة بين الاثنين مطلقاً.

هنالك أيضاً وسيلة علاجية أود أن تضيفها إلى ما سبق أن نصحتك به، وهي حاول أن تستبدل بلع الريق بنشاطات أخرى؛ مثل أن تكح أو تحدث نوعاً من السعال لنفسك، أو أن تقوم بنوع من النحنحة على سبيل المثال.
إذن حاول أن تستبدل هذا البلع للريق بنشاطات أخرى قريبة منه أو مرتبطة به، وهذه النشاطات الأخرى حين تمارسها سوف تضعف من هذا البلع للريق، وإن شاء الله سوف تجد أن العادة بدأت تضعف وتقل حتى تتلاشى تماماً.

الموضوع يتطلب الثقة بالنفس، يتطلب ممارسة تمارين الاسترخاء للحنجرة، وأرى أنك الحمد لله متقدم والاستمرار على العلاج الذي وصفته لك، وتزيد على ذلك أيضاً أن تقوم باستبدال بلع الريق بنشاطات أخرى كما وصفتها لك، فأرجو أن تثق في نفسك أكثر.

بالنسبة للأصدقاء، حقيقة الإنسان يمكن أن يوسع من دائرة معارفه، وليس من الضروري أن يكون له العديد من الأصدقاء، أنا أؤمن أن الصداقة الطيبة والممتازة تبدأ دائماً في المسجد، الذهاب إلى صلاة الجماعة حين يراك الآخرون دائماً تأتي وتصلي معهم، قطعاً سوف يتقدم لك الأخيار وسوف تتعرف عليهم، وسوف تجد فيهم الإخاء والصداقة الحقيقية، هذا في نظري باب من أبواب الخير الجيدة، التي يمكن للإنسان أن يتعرف على إخوة أفاضل ويجعل منهم إخوة وصداقة في نفس الوقت.

وهنالك مجالات أخرى مثل انضمام للجمعيات الشبابية النافعة، وممارسة الرياضة الجماعية، كلها إن شاء الله مفاتيح طيبة لأن تجعل الصداقات جيدة ومتميزة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية يارب عونك

    أسال الله لنا الشفاء جميعاََعاجلاََ
    غيرآجل نفس الحاله ..
    سبحان الله وبحمده سبحان العظيم

  • الأردن احمد

    السلام عليكم
    تعرضت قبل فتره بشكل مفاجئ لحالة بلع الريق بشكل مستمر وغصه في الحلق أحسست انا حياتي تدمرت وكثيراً من الأطباء لم يعرفو السبب والاغلب قال بانها التهابات فطريه لاكن وللاهي الحمد بعد الدعاء والتقرب من الله تعالى دلني احد الصدقاء بطبيب اكد انه ما اعانيه هو قلق وخوف و اكتئاب صرف لي حبوب دنكست وزيلكس
    والان الحمد لله شفيت مادفعني ان اكتب هاذي الرساله هي المعاناة التي عشتها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً