الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في قلق وتوتر من عودة الدوخة مرة ثانية، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متدينة ومتصالحة مع نفسي ومقتنعة بحياتي وقدري، هاجرت إلى أوروبا منذ 8 سنوات، ولدي الآن 3 أولاد، منذ 10 شهور عانيت من دوخة قوية جدًا، وعجز الأطباء عن تشخيص السبب، بعد شهرين من العلاج بدأت بالخوف على أولادي، وأن يحصل لي شيء، أو أذهب إلى المستشفى وأتركهم لوحدهم، أو أغيب عن الوعي أمامهم، فليس لهم في الغربة غيري.

بعد 3 أشهر من الدوخة والتوتر والتفكير المستمر، عدت إلى بلدي الأم، وتم تشخيص الحالة بأن عصب الأذن قد مات، وهو سبب الدوخة، ارتحت كثيرًا عندما عرفت السبب، ولكن منذ ذلك الوقت وأنا غير مرتاحة وخائفة، وأعيش في توتر وخوف بأن تعود الدوخة، أو يحصل معي شيء.

لجأت للعلاج السلوكي، وتناولت deanxit لمدة ستة أشهر وتوقفت عنه، وما زال التوتر موجودًا والأفكار السلبية من حصول شيء، علمًا أني إنسانة متفائلة وإيجابية جدًا، ولكن بدأت أشعر بالإحباط، والاكتئاب أحيانًا مما حصل لي.

كيف يجب علي التصرف؟ تعبت من هذا التفكير والتوتر والنفسية، وأريد أن أعيش قوية مثلما كنت قبل الدوخة، أفيدوني أفادكم الله، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك واستشارتك التي اطلعت عليها اليوم، والتي ذكرتِ فيها الكثير من المعلومات عمَّا اشتكيت منه.

هذا التوتر والقلق والذي ارتبط بحدوث حالة دوخة قويّة جدًا قبل عشرة أشهر، ورغم أنك الآن قد عالجت السبب وارتحت كثيرًا بعد هذه المعرفة، إلَّا أن أعراض القلق صارت مستمرة، وكذلك ذكرت في رسالتك أنك استخدمت دواء (ديناكسيت) لفترة، ولكن لا زال التوتر والقلق والأفكار السلبية مستمرة، كما أنك ذكرت أنك لجأت إلى العلاج السلوكي.

أولًا: القلق من حدوث وعودة الأعراض العضوية؛ هذا وارد ويحدث كثيرًا عند الإصابة ببعض الأمراض العضوية، لكن الحمد لله أنك الآن عالجت السبب، وبالتالي أسباب القلق نفسها قد زالت، وبالتالي يمكن بسهولة التخلص من حالات القلق.

نصيحتي الأولى لك أولًا: دواء الديناكسيت ربما لم يكن هو الدواء المناسب، إذا لم يتحكم في نوبات القلق، فهناك أدوية كثيرة من أدوية القلق التي يمكن استعمالها للتحكم في أعراض ونوبات القلق، كما أن هناك أنواعاً مختلفة من العلاجات النفسية والسلوكية والفكرية، التي يمكن أن تساعد على التخلص من هذه الأعراض.

وبالتالي الخطوة الأولى في العلاج هي عرض نفسك على طبيب مختص، لمعرفة أو لتحديد نوع العلاج المناسب، سواء كان العلاج الدوائي النفسي، أو العلاج النفسي السلوكي الفكري؛ لأن هناك أنواعاً من هذه التدخلات التي قد تُفيدك بالذات في مثل حالتك كثيرًا، ويجب أن تتأكدي أنه طالما أن المشكلة العضوية قد تم تشخيصها وتعرفين علاجها ويمكن التحكم فيها، فبنفس المستوى فإن الأعراض النفسية من المهم جدًّا جدًّا أن نعرف ماهيتها وتشخيصها، وبالتالي يمكن أيضًا التحكم فيها تمامًا، واستعادة حياتك وتوازنك بشكل طبيعي.

ولذلك لابد من اتخاذ الخطوة الإيجابية، وهي الذهاب إلى الطبيب النفسي أولًا، ثم اختيار نوع العلاج المناسب، والتأكد من العلاج أيضًا، ويكون فيه نوع من الاستمرارية، لأن الاستمرارية في العلاج النفسي مهمّة جدًّا، خاصة استخدام العلاجات النفسية السلوكية، فهي مهمّة جدًا لاستعادة قوتك النفسية وثقتك بنفسك -إن شاء الله-.

الشيء الجيد في استشارتك هو أنك ذكرت في البداية أنك امرأة متدينة ومتصالحة مع نفسك، وهذا شيء مهم جدًا جدًّا، والتوازن النفسي الروحي مهم حتى في الغربة، فالتزامك -إن شاء الله- بالشعائر الدينية، والارتباط بالشعائر الدينية والقرآن والصلاة والذكر الحكيم -إن شاء الله- سيكون فيه الكثير من استعادة الإنسان نفسه وثقته في نفسه، وثقته بالله سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن يجعل لك في ذلك التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً