الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخروج من المنزل للعمل..بين إذن زوجي المسافر ووالدي!

السؤال

أنا متزوجة منذ 3 سنوات، وعمري 25 سنة، أعيش في ألمانيا، طبيبة، زوجي يرسل لي المال وأعول نفسي أيضاً، لكن أحياناً أعيش مع عائلتي؛ لأن زوجي يدرس في الخارج بشكل مؤقت، لقد سمح لي زوجي بالعيش وحدي في شقتنا، لكن والدي يجبرني على العودة إلى منزله في كل مرة بعد مغادرة زوجي البلاد.

وعندما أحتاج إلى الخروج في عملي الخاص، أخبر زوجي بذلك دائمًا، وفي نفس الوقت يقول والدي إنني ملزمة بأخذ إذن منه في أي خروج من المنزل؛ لأنه يقول إنه يجب أن يعرف أين أنا وماذا ومتى أفعل؟

من فضلكم قولوا لي وفقاً للإسلام ما هو الحل الصحيح في مثل هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

قد ذكرت -أختنا الكريمة- أنك متزوجة، وأنك الآن مقيمة في البلدة التي فيها والدك -حفظه الله تعالى- وسؤالك كما فهمنا أن لك عملاً خاصاً أخذت الإذن فيه من زوجك، وأن والدك يطلب منك أن تخبريه بكل مكان أنت فيه، فإذا كان الأمر كذلك، فإن هذا من حقه عليك كأب أن تخبريه، ومن واجبك عليه ألا تجعليه في دائرة القلق عليك، خاصة وأنت تعلمين مكانة البنت في حياة أبيها، وتعلمين كذلك وجوب طاعة الوالدين وبرهما، وأجر ذلك عند الله تعالى.

لكن لو تعارضت طاعة الوالد مع طاعة الزوج أيهما يقدم؟

نقول : إنَّ طاعة الاثنين واجبة، والأصل في المرأة الصالحة أن تعمد إلى التوفيق ما استطاعت، وأن ترضي الاثنين على قدر طاقتها، فإن لم تستطع فطاعة الزوج مقدمة إذا كانت في معروف، وكانت في ذمته.

لكن هذا لا يعني التهاون في حق الوالدين -لا سيما والزوج غائب- ونرى أن الموازنة والحديث مع الوالد مع تفهم طبيعة الأبوة، وما تفرضه من رحمة وقلق على ابنته هو الطريق الأمثل لإرضاء الله أولاً، وبر والدك ثانياً.

نسأل الله أن يحفظك وأن يسعدك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً