الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستمر الرجل مع الزوجة ضعيفة التدين لأجل مصلحة أبنائه؟

السؤال

السلام عليكم

ما الأولى: إمساك الزوجة ضعيفة الدين، غير الملتزمة، ضمانًا لمصلحة الأولاد، أم فراقها أولى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أخي الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

لا شك - أيها الحبيب - أن إمساك الزوجة أفضل وأولى من الطلاق وهدم البيت بعد بنائه، وقد أحسنت حين أدركت أن إمساك الزوجة فيه حفاظ على مصلحة الأولاد، فعند تفرُّق الزوجين ينشأ الأولاد وسط أسرة مُفرّقة؛ فلا يجدون حظهم من الرعاية، ولا يجدون حاجتهم النفسية التي تُساعدهم على حياةٍ مستقرَّة، وحينها يُصبح الانحراف قريبًا منهم، والفشل قد يكون مصاحبًا لهم.

فالمصلحة بلا شك تقتضي الحفاظ على الأسرة مجتمعة، ورعاية الأبناء والبنات في ظلِّ أُمِّهم، فهذا خيرٌ للجميع.

وضعف الدّين يمكن أن يقوى بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالى بالأخذ بأسباب تقويته، ومن أهمها الوعظ والتذكير، فإن الوعظ والتذكير ينفع بلا شك، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فإن الذكرى تنفع المؤمنين}، وهذه الذكرى ينبغي أن تتخذ الأساليب الحسنة المقبولة المحبوبة لدى الشخص الذي نريد أن نُعينه بها.

فينبغي أن تجتهد - أيها الحبيب - في محاولة إصلاح زوجتك، ولك في ذلك الأجر من جميع الجهات، فلك أجر الحفاظ على الزوجة بُغية مصلحة الأبناء، ولك الأجر من حيث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولك الأجر من حيث حُسن العشرة مع الزوجة، وهكذا تتوالى عليك الخيرات من جهات متعددة إذا حاولت إصلاح زوجك، وربما أدَّى جُهدك هذا إلى أن يَمُنَّ الله تعالى عليك بصلاح زوجتك وصلاح أبنائك.

فحاول ولا تيأس، وأحسن الظنّ بالله سبحانه وتعالى، وأمسك عليك زوجتك، وحافظ على أسرتك أيًّا كانت نتيجة هذه الجهود التي تحاولها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً