الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب من السفر بالطائرة ومدة معالجته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أكثر من سنة بدأت عندي أعراض نفسية، وبالبحث عرفت أني مصابة بالرهاب، وبدأت منذ 3 أسابيع أتناول سبراليكس 10 مل ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بدأت أخذه مرتين في الليل، أي20 مل على أساس أستمر على ذلك لمدة 6 أشهر، وبعده أقلل إلى 10 مل ليلاً، لمدة شهرين إن شاء الله، وذلك حسب ما قرأته في رد على مريضة مثلي وعندها نفس الأعراض.

سؤالي: هل بعد العلاج سأعود متزنة كما كنت؟ ومتى أستطيع ركوب الطائرة؟ خاصة أني في آخر رحلة العام السابق أصبت بهلع شديد وضيق تنفس، مع أن الرحلة كانت نصف ساعة ولم أخبر أحداً، رغم أني كنت دائماً أسافر كثيراً؟ أيضاً بعد انتهائي من العلاج هل ستكون هناك مضاعفات؟ وكذلك لو تركت العلاج فجأة ما هي المضاعفات؟
مع العلم أني بدأت أتحسن قليلاً، وكذلك شغلت وقتي بالدراسة وأحاول أن أسترخي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ س . س حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الرهاب يختلف من شخص إلى شخص، ويعتمد على قوته وشدته والأسباب التي أدت إليه، وكذلك شخصية الإنسان وتحمله وإدراكه واستعداده للتغير العلاجي، وكذلك الظروف المحيطة به.

بالنسبة للعلاج الدوائي، حقيقةً الفترة التي سوف تستمرين فيها على العلاج تعتبر فترة كافية إلى درجة كبيرة، و60% من الناس لن تنتابهم الأعراض بعد ذلك، إلا أن 40% منهم ربما تأتيهم انتكاسات بعد مدة من الزمن، وذلك يعتمد على استعدادهم، ويعتمد أيضاً على الدرجة التي طبق بها الإنسان الإرشادات السلوكية؛ لأن الدواء والتغير السلوكي لابد أن يكونا متلازمين.

من هنا فنصيحتي لك حتى يكون هذا التحسن أكثر قوة وينتهي -إن شاء الله- بالشفاء هو دائماً أن تقاومي الخوف والرهاب، وأن تقتحمي الأفكار والمواقف التي تحسين فيها بهذا الخوف، عليك دائماً أن تطاردي الرهاب، يجب أن تطارديه مطاردة لأنه يطارد الناس، وحين يستسلم الإنسان للرهاب والخوف سوف يجد نفسه أكثر قابلية للانتكاسة حين يتوقف عن العلاج.

بالنسبة لركوب الطائرات، أرجو أن تحاولي تكراره إذا أتيحت لك هذه الفرصة، وإذا لم تتح الفرصة يمكنك أن تكثري من الذهاب إلى المطار مثلاً، لاستقبال الناس ولوداعهم، ثم تتأملي في الطائرات وهي تهبط وتصعد وهكذا.. أي عيشي الجو أو المحيط الذي يؤدي إلى المخاوف، وفي هذه الحالة هو الطيران، هذا إن شاء الله سوف يؤدي إلى نوع من التواؤم والتكيف الذاتي مع الطيران.

كما أن ممارسة تمارين الاسترخاء تعتبر شيئاً مهماً جدّاً؛ حيث أن الأبحاث العلمية أفادت ودلت بأن الاسترخاء هو من العلاجات الفاعلة جدّاً لعلاج الخوف والقلق؛ لأن الرهاب بصفة عامة يعتبر من أمراض القلق والعصاب، ويعرف أن الاسترخاء هو من أفضل العلاجات لعلاج القلق، إذن أرجو المحافظة عليه.

لن توجد إن شاء الله أي مضاعفات بعد إيقاف الدواء، حيث أن السبرليكس من الأدوية الفعّالة جدّاً ومن الأدوية الجيدة لعلاج الرهاب والاكتئاب والوساوس.

لن يحدث إن شاء الله شيء إذا أوقفت العلاج فجأة، ولكن لقلة من الناس ربما يحدث شعور بالقلق البسيط أو الشعور بالدوخة، ويحدث ذلك أكثر مع الزيروكسات أكثر من السبرليكس، ولكن بصفة عامة التدرج في إيقاف الدواء هو المنهج الأفضل، وهو المنهج الذي يجعل الإنسان لا يكون عرضة لهذه الآثار الجانبية الانسحابية التي قد تحدث من بعض الأدوية، وإن لم يكن السبراليكس منها ولكني دائماً أوصي بالتدرج في إيقافه.

الحمد لله أنك قد بدأت في التحسن، وأنا على ثقة كاملة أن التحسن هذا سوف يستمر بحول الله وقوته، وجميل جدّاً أن أسمع أنك قد سخرت طاقاتك نحو الدراسة؛ لأن ذلك يقلل من طاقات القلق والخوف والرهاب.

وجزاك الله خيراً وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً