السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأول: أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة، طالب جامعي، وأحرص على غض البصر -الحمد لله-، وأرغب في الزواج لأحصّن نفسي من الفتن المنتشرة، لكنني لا أملك أي مصدر دخل يمكنني من فتح بيت كامل، ووالدي غير قادر على مساعدتي في الزواج.

وشكرًا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يُعينك على العفاف والطهر، ونحيي رغبتك في إكمال نصف دينك، فمن تزوج فقد استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر.

إذا كان الإنسان لا يستطيع الزواج، فإنه مطالبٌ بأن يسلك سبيل العفاف، وهذا ما ننصحك به، وندعوك إلى أن تشغل نفسك بالعبادات، وبالاجتهاد في الدراسة، وبشغل النفس بالمفيد، وكذلك أيضًا بالاستجابة لتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطيع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".

والإسلام يريد للشباب أن يُبادروا للزواج، لكن إذا تعسّر هذا الأمر فإن الدعوة للعفاف تستمر، قال تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنينهم الله من فضله}، ونتمنّى أن تجتهد في دراستك، وأن تحرص عندما تجد الفرصة في العطلات أن تكسب أموالًا من خلال أي عمل يمكن أن تقوم به من الأعمال الشريفة، حتى إذا وضعت بين يديك بعض الأموال استطعت بها أن تنتقل إلى هذه الخطوة المهمّة، فالإنسان عليه قبل الزواج أن يُعدّ ما يستطيعه، ثم بعد ذلك ينتظر تأييد الله، وهناك بشرى من النبي عليه الصلاة والسلام لمن يريد العفاف، "ثلاثة حق على الله عونهم... -ومنهم:- الناكح الذي يريد العفاف".

وأيضًا يقول ربنا العظيم: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله والله واسع عليم}، والسلف فهموا هذا المعنى فقال قائلٌ: "التمسوا الغنى في النكاح"، وحقيقةً في النكاح الغنى؛ لأن الإنسان إذا تزوج تحمّل مسؤوليات، وبحث عن أعمال، والزوجة أيضًا تأتي برزقها، وكذلك الأطفال يأتون برزقهم، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، فنسأل الله أن ييسّر لشبابنا أمر الزواج، وأن يُعينهم على بلوغ العفاف.

والله الموفق.