الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم تعد الوساوس تزعجني كالسابق لكني أصبت باكتئاب وإحباط!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من اكتئاب، وسوء مزاج، وضغط نفسي مستمر، مررت بظروف نفسية قاسية منذ عام، بعد أن خسرت وظيفتي، وظللت عاطلًا عن العمل لفترة طويلة.

تحسّنت أحوالي منذ نحو عام، حيث أعمل حاليًا في وظيفة مناسبة، والأمور مستقرة بفضل الله، لكنّي ما زلت أعاني من الاكتئاب، وعسر المزاج، والعصبية المفرطة، التي تظهر أحيانًا دون مبرر، وفي مواقف تافهة، رغم أنني بطبيعتي أميل إلى الهدوء وعدم الانفعال.

أعاني منذ 18 عامًا تقريبًا، حسب تشخيص أكثر من طبيب، من الوسواس القهري (أو القلق الوسواسي) والاكتئاب، وخلال هذه السنوات، تناولتُ على فترات أدوية مثل: فافرين و بروزاك،كنتُ أستمر عليها لفترات، ثم أتوقف عنها تدريجيًا حسب توجيهات الطبيب، فتستقر حالتي وتتحسن لعدة سنوات، ثم تعود الأعراض من جديد، وأبدأ نفس النمط العلاجي، فتتحسن الأمور وهكذا.

آخر مرة تناولت فيها "فافرين" كانت وفق توجيهات الدكتور محمد عبد العليم في موقع "إسلام ويب"، بجرعة 100 ملغ صباحًا ومساءً يوميًا، لمدة سنة تقريبًا، ثم خفّضت الجرعة تدريجيًا، حتى توقفت عن الدواء تمامًا قبل ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أُحاول التغلب على الوساوس والأفكار المزعجة عبر التجاهل وتحقير الوسواس وتطبيق العلاج السلوكي.

الحمد لله، لم تعد الوساوس تزعجني كثيرًا، حتى وإن سيطرت عليّ لدقائق أحيانًا، فإنني أفيق منها سريعًا، لكن المشكلة الآن في حالتي النفسية العامة: أشعر بالاكتئاب، والإحباط، وسوء المزاج، وانعدام الرغبة في كل شيء. لا أستطيع الاستمتاع بأي نشاط ترفيهي، لا مع العائلة ولا مع زملاء العمل، قلّما أضحك، وغالبًا ما أبتسم مجاملة فقط.

أعلم أن الزواج له دور في السعادة وسكينة النفس، وأسعى إليه، لكن ظروفي المادية لا تزال غير مهيّأة لذلك.

جزاكم الله خيرًا، وأرجو منكم الرأي والنصيحة، هل أحتاج إلى مضاد اكتئاب في هذه الفترة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونُقدِّر لك ثقتك في استشارات إسلام ويب، ولك طبعًا مراسلات سابقة واستشارات قمنا بالإجابة عليها.

والآن الذي يظهر لي أن حالتك -إن شاء الله- تأتي في نطاق بسيط، وليست حالة مُطبقة، أنت الآن كل الذي بك هو هذا المزاج الاكتئابي، وضعف الدافعية بدرجة بسيطة، وكل المطلوب منك هو أن تتخلص من الفكر السلبي وتجعله إيجابيًا، وأن يكون لك أهداف معينة واضحة، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، وطبعًا كما تفضلت: الزواج أحد هذه الأهداف، ونسأل الله تعالى أن يُيسِّر لك أمرك إن شاء الله تعالى.

فإذًا: الفكر الإيجابي، الشعور الإيجابي، تحسين الدافعية من خلال الممارسات العملية؛ هذا كله يخرجك -بإذن الله تعالى- من إطار الاكتئاب، وعليك طبعًا أن تحقر أي أفكار وسواسية، أو قلقية، أو اكتئابية.

ونمط الحياة الإيجابي يُعتبر وسيلة علاجية كبيرة، وقد تحدثنا عن ذلك سابقًا، نمط الحياة الإيجابي يتطلب:
• تجنب السهر.
• تجنب النوم النهاري.
• حُسن إدارة الوقت.
• ممارسة الرياضة.
• التغذية السليمة.
• تحديد الأهداف.
• الحرص على الواجبات الدينية والاجتماعية.
• برّ الوالدين.
• وأن يكون الإنسان جزءًا من أسرته، مساهِمًا في تطويرها، وكذلك التطوير على النطاق المهني أيضًا، يُعتبر وسيلة من الوسائل العلاجية المهمة، فاحرص على كل هذه الآليات.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي، فربما تحتاج إلى جرعة صغيرة من عقار يُسمى (سيرترالين) هذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا باسم (لوسترال)، وربما تجده تحت مسميات أخرى، ولكنه دواء ممتاز، وتحتاج لجرعة بسيطة جدًّا، وهي 50 مليجرامًا فقط.

الجرعة الكلية لهذا الدواء تصل إلى 200 مليجرام في اليوم، لكن البداية بتناول 25 مليجرامًا (أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 50 مليجرامًا)، تناولها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك تناول حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 25 مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوعين، ثم 25 مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً