الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع زوجي بترك الدخان والشمة نهائيًا؟

السؤال

السلام عليكم.

بعد زواجي بفترة أخبرني زوجي بأنه كان يدخن، وتوقف قبل الزواج بشهرين، لكنه استبدلها بالشمة، وتوقف عنها قبل الزواج بأسبوع فقط.

لكن بعد مرور 6 سنوات من زواجنا اكتشفت أنه عاد للتدخين، وحاولت بكل الطرق إقناعه بأنه محرم، وضار، فتوقف، ولكنه استبدله بالشمة مرةً أخرى.

لقد تعبت وأنا أحاول إقناعه بأن يتوقف، ونحن الآن في السنة العاشرة من زواجنا، أي منذ 4 سنوات وهو يدخن، وعندما يتوقف يتعاطى الشمة، وإذا توقف سرعان ما يعود، ويبرر ذلك بضغط العمل، وأن المجتمع كله يفعل ذلك.

علمًا بأني أعتقد أن الشمة قد أثرت على قدرته على الإنجاب؛ فأنا أحاول منذ 4 سنوات دون جدوى، عندي طفلان (الأكبر عمره 10 سنوات، والأصغر عمره 6 سنوات)، وأريد الإنجاب مرةً أخرى، لكن زوجي لا يقتنع بأن السبب قد يكون من الشمة.

أنا أستطيع أن أعرف إن كان يتعاطى الشمة أم لا من تصرفاته، حتى إني لاحظت أن قدرته الجنسية تقل عندما يتعاطى الشمة، فما حكم ذلك؟ كما أنه يرفض حتى تجربة دواء يزيد من الخصوبة.

هل علي إثم إن توقفت عن نصحه؟ فقد تعبت من الحديث عن هذا الموضوع؛ لأنه يغضب من ذلك، فأتوتر وأغضب أيضًا من ردة فعله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ الاهتمام بأمر الزوج، وطاعته لله -تبارك وتعالى-، وشكرًا لكِ على حرصكِ على إبعاده عن الدخان، وما يشبهه من هذه المنكرات، التي لها أضرارًا كبيرة جدًّا: سواءً كانت: صحيةً، أو ماليةً، وتترك آثارًا خطيرةً، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُخلّصه من هذه الشرور.

ونحب أن نؤكّد لكِ أن الاستمرار في النصح مطلب شرعي، وبُشرى لكِ بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ» فكيف إذا كان الرجل هو زوجكِ، وأبا عيالكِ؟

وعليه أن يُدرك أن هذه الأشياء فيها ضرر على الأبناء أيضًا، وأنتم حوله تتضرّرون جدًّا، وكلّ من حوله يتضرّر صحيًّا بمثل هذه الممارسات.

ولكي يرضى بالنصح، لا بد أن تُغيّري الأسلوب، وتختاري الأوقات المناسبة، وتُشجّعي ذهابه للطبيب إذا احتاج لذلك، وبلا شكّ هو يحتاج؛ لأن هذه المسألة لها علاقة بأمور كثيرة مما ذُكر، كل هذا له ارتباط بهذه الممارسات، لما لها من آثار خطيرة، كما أن العالم كله اليوم يعترف بخطورتها، ويُقرّ بآثارها الضارة.

بل هناك شركات كبرى في البلاد الغربية طُلِب منها أن تُغيّر أنشطتها، بعد ما كانت تعمل في صناعة هذه المنتجات التي تُلحِق الضرر بالناس، وحتى البلاد الغربية التي تُصنّع الدخان، فإنها تُقلّل نسبة النيكوتين، بخلاف النِسَب الموجودة في بلداننا العربية والإسلامية -بكل أسف-، وذلك حرصًا منهم على صحتهم.

أمَّا نحن فديننا يُحرّم الخبائث، والدخان من الخبائث، وهو مضرٌّ لصحتنا، مُضيّعٌ لأموالنا، والمصيبة أنه يُؤثر على الأجِنَّة، سواءً كانوا في بطون الأمهات، أو من حيث القدرة على الإنجاب؛ إذ يُقلّل القدرة على الخصوبة، وكذلك يلحق الضرر بمن حولنا من أطفالنا الذين هم أغلى ما نملك، فضلًا عمّا يترتّب على استعمال الشمّة، أو الدخان، ومشتقّات هذه الأمور، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعين زوجك على بلوغ العافية.

نكرّر دعوتنا لكِ بالاستمرار في النصح له، وتغيير الأساليب، واختيار الأوقات المناسبة، وتشجيعه على الذهاب للطبيب لتحسين قدراته في شتّى المجالات؛ فالطبّ الآن قد تطوّر، وهناك طبٌّ يُساعد على التعافي من التدخين ومشتقاته، وهناك طب يعاون الإنسان على التعافي من التدخين ومشتقاته، وفق التدرج المعروف.

لكن الأهمّ من هذا، وهو الأصل، أن يتذكّر أنّه محرم، وأن الإنسان يترك ذلك طاعةً لله، وأن المؤمن قادرٌ على ذلك؛ لأن المؤمن الذي ترك طعامه وشرابه في رمضان قادرٌ على ترك هذه الأشياء الخبيثة.

ونسأل الله أن يردّه إلى الحق والخير ردًّا جميلًا، وأن يكتب لكِ أجر النصح والحرص عليه وعلى مصلحته، ونسأل الله أن يُوفّقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً