السؤال
السلام عليكم.
ولدت بحالة تسمى طبيًا: تضخم الرأس (Macrocephaly)، ومع مرور الوقت استمر نمو عظام الجمجمة بوتيرة متسارعة، بينما بقية العظام في الجسم، -وخاصةً الأطراف الأربعة- بقيت طفوليةً تقريبًا.
عندما بلغت 16 سنةً بدأت معاناتي الحقيقية؛ لأنني عندها صرت مدركًا، ومميزًا، ومن وقتها إلى الآن، وبعد أن صار عمري 42 سنةً، وأنا في معاناة حقيقية، تمخض عنها إصابتي بالأمراض النفسية بالجملة: الاكتئاب الحاد، والرهاب الاجتماعي الفظيع، والوساوس القهرية، واختلال الأنية، وعقدة النقص، وغيرها، ولا أدري ما الباقي، والله المستعان، وعليه التكلان.
السبب الرئيسي في اختلال الأنية عندي -حسب تصوري- هو أنه أثناء تلك المعاناة، كنت أتخيل نفسي بشخصيات ذات تركيبة جسمانية سوية، غير مشوهة، حتى انتهى بي الحال منفصلاً عن ذاتي، فاقدًا للشغف، يائسًا من الحياة بكل ما فيها.
حاولت الصبر، والتصبر، مع يقيني التام بحكمة الله البالغة، وفضله السابغ، وعدله التام، إلا أنني فشلت، وفقدت الأمل في الشفاء، والتصالح النفسي، وقبول جسمي، ولا أريد سوى الموت، وأصبحت إنسانًا حقودًا حتى على أتفه المواقف، قاطعًا لرحمه، بارد العلاقة مع والديه، لم أعد أطيق رؤية أحد، أو أن يراني أحد، ربما باستثناء الأطفال الصغار.
ليتني لم أولد، ولم أر هذه الحياة التي تعذبت فيها، ولا أدري ما ينتظرني في الآخرة جراء نفاد صبري، وانهيار قواي؟