السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في السنة الثانية من الجامعة، كنت أعتقد أن الشعور بالشهوة أمر معيب، وأن الله خلقها فينا لنجاهدها، وأن الزواج لا يكون إلَّا بعد التخرج من الجامعة، في سنٍّ معينة، لكنني بدأت أستمع إلى بعض الشروحات التي تتحدث عن مشروعية الزواج عند قرب البلوغ، وتتناول الموضوع من جوانب دينية، ومادية، واستطاعة، ففهمت حينها أن الأمر لا يتعلق بالسن، وإنما بتوفّر شروط معينة.
عندها بدأت أسعى لاكتساب ما ينقصني من هذه الشروط، وبما أنني أدرس الطب، كان من الصعب عليّ أن أعمل عملًا يتطلب جهدًا بدنيًا منتظمًا، نظرًا لضغط الدراسة، لذلك قررت أن أبدأ مشروعًا بفكرة مميزة، ليكون أسهل من الوظيفة المباشرة، لم أوفَّق في ذلك المشروع، لكنني تعلّمت من أسباب فشلي، وبدأت أعمل على مشروع آخر، ومع ذلك شعرت أن هذه المحاولات غير عملية، لأنها لا تخدم تخصصي الطبي، وتستنزف وقتي، بينما تحتاج المشاريع إلى وقت طويل حتى تُدر دخلًا يُعتد به.
لذا، قررت اللجوء إلى أهلي لطلب الدعم، حتى أتمكن من التفرغ للدراسة، والعمل في مجال يطوّر مهاراتي الطبية، بدلًا من الانشغال بأمور بعيدة عن تخصصي كما كنت أفعل سابقًا، ولكن مع شعوري بأن الزواج بات ممكنًا، بدأت أضعف أمام فتنة النساء، وأدركت أننا كثيرًا ما نعقّد الأمور على أنفسنا.
فأنا -والحمد لله- أتمتّع بمقومات عديدة؛ كالنسب، والحسب، والصفات الخُلُقية المحمودة، وسمعة طيبة، وأُصلي في المسجد بفضل الله، ومن عائلة غنية -ما شاء الله- وأسأل الله أن يستخدمني في طاعته، ومع ذلك، أجد أن الزواج صار أمرًا صعبًا، وأشعر أن تشدُّد أهلي في مواصفات الزوجة هو أحد أسباب تأخّري في الزواج.
هذا كله جعلني -للأسف- أقع أحيانًا في مشاهدة ما لا يرضي الله، أو في الاستمناء، وهي أمور أعلم أنها تصرف الرزق وتذهب البركة، لذلك، بدأت منذ شهرين في حفظ القرآن، وأصوم يومين في الأسبوع، وأسأل الله الثبات، وأشعر أن الزواج حقٌّ لكل إنسان، فحتى أفقر الناس يمكن أن يجد من تناسبه، إننا نحن من نصعّب الأمر، ولسنا عاجزين، بل نعقّده بأيدينا.
أهلي يضيّقون عليّ بحجة أن ذلك لمصلحتي، لكنهم لا يشعرون بما أعانيه، وقد أصبحت أضعف أمام الفتنة رغم ضيقي من ذلك، فكلما أقدمت على عمل صالح، أجد نفسي أضيّع أجره بأعمال تُحبطه.