السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا كنت متزوجة، وقبل الزواج كنت مع زوجي صريحة جدًا في كل شيء، حرفيًا في كل شيء.
المهم بعد الزواج اكتشفت أن أمه ستعيش معنا، كانت قد جاءت معنا إلى البيت، وكنت في كل مرة أسأله: "متى ستذهب؟ ألم تقل إنها ستعيش مع أبيك؟"، وكان يكذب ويقول: "نعم، أنا الآن أقدّم لها على الفيزا" وبعد مرور فترة، اكتشفت أن علاقة أمه وأبيه سطحية جدًا، أي من المستحيل أن تعيش أمه مع أبيه، وكان هو الابن الوحيد.
حاولت أن أتقبل الموضوع، ووجدت له أعذارًا، وحاولت أن أتأقلم، وفعلاً تأقلمت نوعًا ما، ويشهد الله عليّ أنني كنت أتعامل معها بالحسنى، وإذا شعرت أنني أخطأت -ولو كان خطأً بسيطاً- كنت أعتذر منها فورًا، وأطيب خاطرها.
الحياة كانت تمضي، لكن كنا نتناقش كثيرًا، وكنا نرفع صوتنا على بعض، وهو ضربني أكثر من مرة، كما أن أمه -للأسف- كانت تهمّش مكانتي في البيت؛ فكل ما يريده كانت تفعله له حرفيًا، وكأنني غير موجودة.
مضت الأيام، والمناقشات كانت تحدث بيننا، مثل أي زوج وزوجة، لكن لم يكن لدينا وقت خاص بنا، كنا نادرًا ما نخرج، ونادرًا ما نجلس ونتكلم، خصوصًا أنه من النوع الكتوم الذي لا يشاركني أي شيء.
إلى أن جاء يوم وقرر أن يطلقني، ورفض أن يجدد لي الإقامة، علمًا أنني كنت أعيش في تلك الدولة قبل الزواج، وتخليت عن دراستي ومنحتي فقط من أجله، وفعلاً أرسلني إلى بلادي، وكأنني لم أكن موجودة، قرر أن يطلقني بدعوى أنني لا أحترمه، وأنني أرفع صوتي عليه، حاولت أن أتكلم معه، وكذلك أخي حاول أن يتكلم معه، على الأقل لنجلس ونتحدث، ونحاول أن نحل المشكلة، أو أن يوضح لي أين أخطأت، وأوضح له أين أخطأ، لكن -للأسف- رفض رفضًا قاطعًا.
حتى عندما طلب أخي منه أن نجلس ونتكلم، قال له: "أنا قررت قراري ولن أرجع عنه" وكان في كل مرة يحمّلني مسؤولية ما حدث، ويقول: إنني السبب في خراب البيت، ويتهمني بأشياء لم أفعلها.
أنا الآن مدمّرة ومنهارة، وما زلت غير مصدقة أن الشخص الذي أحببته وضحيت من أجله فعل بي هذا، كنت حتى آخر لحظة أحسن الظن به، وأقول: "فترة وتعدي"، لكن -للأسف- ما عدت.
أريد أن أعرف: هل ظلمني، أم أنني ظلمت نفسي؟ وكيف أخرج من الحالة التي أنا فيها؟ صار كل شيء أسود في عيني، وأشعر أن الأبواب أُغلقت في وجهي، وأشعر بالفشل، وأنني إنسانة سيئة، وأشعر أن كل شيء ضاع مني.
جزاكم الله خيرًا.